بداية نسأل الله الرحمة والمغفرة للمتوفيات في مدرسة براعم الوطن الأهلية للبنات بجده والمتوفيات في الحادث المروري المؤلم في حائل. ونسأله جلت قدرته بالعافية والصحة للمصابات. لاشك أن كارثة هذه المدرسة قابلة للتكرار في أي لحظه داخل الصروح التعليمية المستأجرة وعددها حوالي ثمانية آلاف مدرسة في المباني مستأجرة، حسب تصريح م. فهد بن إبراهيم الحماد المشرف العام على وكالة المباني بوزارة التربية والتعليم، ويا ليته لم يصرح وزاد أيضاً وأكد على ارتفاع نسبة المباني المستأجرة خلال العامين الماضيين 10% وهذه النسبة تزيد من التحديات التي تواجهها الوزارة لإحلال المباني الحكومية . وهذه المشكلة في نظر الكثيرين تتحملها الوزارة نتيجة تأخر تنفيذ المشاريع المدرسية. ويضيف م. فهد الحماد أن نسبة 40% من المدارس المستأجرة لا يمكن التخلص منها على الرغم من أن وزارة التربية والتعليم شكلت أكبر نسبة بين قطاعات الدولة في الميزانية وللأسف لم نجد حراكاً مميزاً في كثير من مجالات التعليم، وخاصة في مشاريع المباني. المدارس الأهلية تضرب بتعليمات الوزارة عرض الحائط، ومثال ذلك زيادة الرسوم المدرسية المرتفعة، علماً أن الوزارة لم تحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها. ومثال آخر الطلبات الكثيرة التي تكلف بها المدرسة الطالبات، حتى عندما تقيم المدرسة أي مناسبة فإن الطالبات هن اللواتي يدفعن الثمن والتكاليف. ملاحظات واقتراحات: 1- يجب أن تراعي وزارة التربية والتعليم توفر شروط وسائل الأمن والسلامة في المدارس خاصة المستأجرة والأهلية. 2- من الشروط الواجب توافرها عند توزيع الطلاب والطالبات أن تكون الطالبات في الصف الأول والثاني والثالث في الأدوار الأرضية وكذلك الطلاب. 3- عدم السماح للمدارس وخاصة الأهلية ذات المباني المستأجرة بقبول عدد كبير من الطالبات أو الطلاب وأن يكون العدد مقبولاً ومعقولاً في كل فصل. 4- يجب على الوزارة التأكيد على إدارة التعليم والمدارس الأهلية والحكومية بإجراء تجارب فرضية لمنسوبيها من المعلمات والطالبات للإخلاء والإطفاء والإنقاذ مرتين في السنة للتدريب على هذه التجارب الفرضية بحضور الدفاع المدني والهلال الأحمر حتى - لا قدر الله - عند وقوع كارثة يستطيع منسوبي المدارس التعامل مع الكوارث بالطريقة الصحيحة ويتصرفون بهدوء وبحكمة لتفادي الخسائر البشرية والمادية. 5- يجب ألا تزيد الأدوار عن ثلاثة أدوار في المباني المدرسية، وأن تكون الإدارة في الدور الثالث وألا يوضع شبك حديد على النوافذ. التطوع: ينادي الكثيرون بضرورة وجود مؤسسات تطوعية منظمة في كل منطقة سكانية (حي) حتى يستطيع هؤلاء المتطوعين إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة حتى وصول الدفاع المدني والهلال الأحمر. إن وجود المؤسسات التطوعية المدربة في كل حي يمكن أن يساهم في الحد من المشكلات الناتجة عن نقص الكوادر البشرية والاستفادة من أصحاب الخبرة في الحي. التجمهر إن التجمهر من بعض المواطنين في الكوارث تزيد من حجم الكارثة وتعيق من وصول معدات ورجال الإنقاذ، إن المتجمهرين المتفرجين دون أن يكون هناك أي استفادة منهم لن يكونوا عوناً على الإنقاذ بل عبئاً كبيراً يحد المختصين من أداء عملهم بسهولة. وأخيراً نأمل من الدفاع المدني أن يقوم بالتوعية في هذا الجانب عن طريق الوسائل السمعية والمرئية والمقروءة، لعل مثل هذه التوعية المستمرة أن تحد من التجمهر. ونسأل الله أن يديم الأمن والأمان على بلادنا وأن يجنبنا كل مكروه إنه سميعٌ مجيب.