تشهد الشركات العالمية اليوم تمرّدا هادئا ولكن واضح في أنماط الابتكار. فبدلاً من استثمار المزيد في العملية الابتكارية أو التحوّل الثقافي، يقوم عدد متزايد من المؤسسات الكبيرة بمنح موارد أكبر لفرقٍ يتقلّص حجمها يوم عن يوم. والمبادرات الابتكارية التي كان يتولاها منذ عشر سنوات فريق من اثني عشر شخصاً، باتت اليوم بيد حفنةٍ من الموظفين. فأقلّ يثمر أكثر على ما يبدو. ومؤسس «فيس بوك» مارك زوكربرغ، هو أحد أبطال مقاربة الفرق الصغيرة الحجم. والأمر مماثل بالنسبة لشركة «لينيار تكنولوجي» (Linear Technology)، وهي لاعب متخصص صغير الحجم ويتميز بتأثير كبير في قطاع يزخر برؤوس الأموال ويستثمر الحجم الصغير بشكل استثنائي. ولما كان على العديد من المؤسسات الكبرى في عالم الأعمال اليوم أن ينسّق بشأن المخزونات الكثيرة – ويقيس العروض الابتكارية ويفصلّها في آنٍ معاً – فبالإمكان زيادة أحجام الفرق بشكل مستمر. ومن هنا، من الممكن أن يقفز حجم فريق صغير من سبعة أعضاء إلى سبعين عضواً في غضون ستة أشهر في حال تضرّر بعض الإنجازات. وهذا الأمر سيء. ولكنني ألاحظ بازدياد أن الإدارة تسعى لتلافي تضخم حجم فرق الابتكار لديها بسرعة كبيرة. حتى أنّ المواهب الأبرز الأخرى يتم تجاهلها أو رفضها. لقد تحوّل التركيز من «كيف ننجح في موازنة الفريق؟» إلى «كيف ننجح بموازنة تأثير الفريق ونتائجه؟». وبدلاً من رؤية انفجار عددي لفرق واقعية، نرى فرقاً تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعي ووسائل التواصل الرقمية من أجل توسيع رقعة امتدادها داخل الشركة وخارجها على حد سواء. هذا ويتم الاتصال بالقنوات وجهات التزويد الأساسية على أساس «مدى الحاجة» فقط. ولا يُعتبَر هؤلاء الوسطاء زملاء الفريق الواحد كما لا يتم التعامل معهم على هذا الأساس، إنما يُنظَر إليهم كموارد دعم للنواة الأساسية. وإذا بدا لكم هذا الأمر استغلالياً قليلاً، فربما هو كذلك. فالأولوية المؤسساتية هنا تكمن في وضع عملية الابتكار وثقافته في خدمة الفرق الصغيرة بدلاً من حمل الفرق الصغيرة على خدمة العمليات الابتكارية. ولسخرية الأمور أن مؤشر الأداء الرئيسي هو بطء وتيرة النمو، حيث أنّ الفرق الابتكارية التي تنمو سريعاً هي دليل على اختيار الإدارة لأشخاص غير ملائمين أم اختيار التحدي الخاطأ. فالفريق يقدّم نتائج أفضل من خلال عدد أعضاء إضافي بشكل هامشي فقط. وهذا هو مقياس النجاح. ولّى زمن بناء الإمبراطوريات وحلّ زمن الجهوزية والفعالية. وفي الختام، ألقوا نظرة جيدة على الفرق الابتكارية العاملة في مؤسستكم، فهل كان من الممكن أن تبلي بشكلٍ أفضل بوجود المزيد من الأعضاء؟ أم أنّ أداءها كان ليكون أفضل مع عدد أفرادٍ أقل؟ (مايكل شراج هو باحث زميل في مركز الأعمال الرقمية التابع لكلية «سلون» (Sloan) في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا ، ومؤلف «لعبة جدية» (Serious Play) وكتاب «إلى ما بعد الأفكار» (Getting Beyond Ideas) المرتقب صدوره في الأسواق).