يُحكى أنّ أصحاب مشاريع لامعين وفنانين مشهورين على غرار إيف سان لوران وبابلو بيكاسو كانوا يستمدون وحيهم من مصدر إلهام، كذلك كان الأمر على ما يبدو بالنسبة إلى ستيف جوبس. فلطالما بحث أصحاب الفكر الإبداعي عن قشعريرة شرارة الإلهام العظمى. ولذا سعوا دائماً خلف مصدر وحي يستمدون منه الطاقة والإلهام. فهل لشركتكم مصدر مماثل؟ في ما مضى، استُخدم مصطلح «مصدر إلهام» من قبل الرجال للدلالة على النساء اللواتي أحبوهن وجعلوهن محور أعمالهم الإبداعية. ويُشار إلى أن آلهات الإلهام بالأصل بنات الإلهيْن اليونانييْن زيوس ومنيموزين اللواتي مثّلن الفنون، والعلم، والتاريخ. لكن، في مرحلة ما بعد الحداثة، تحوّل مبدأ مصدر الإلهام ليمثل أي شخص أو إحساس له تأثير عميق في أعمال أحدهم. إلى ذلك، تتطلّب جمالية إعداد البرمجيات وتصاميم التقنيات أناقةً إبداعية بقدر ما يتطلّبه تقريباً تصميم رداء قصير أسود اللون أو سوار مرصع بالألماس. فما الذي يمنع مهندسي التصميم من امتلاك مصادر الإلهام؟ إنّ إعداد واجهة مستخدم للسحابة قد يكون عملاً فنياً بحدّ ذاته؟ فما الذي يمنع مصممي المواقع الإلكترونية من البحث عن مصادر إلهام تثير إبداعهم وتلهمهم؟ صحيحٌ أنّ كل إنسان قادر على استخدام مجموعة تركيز، ولكن ما قد يقدّمه له مصدر الإلهام هو الوعود واحتمال الوحي. هذا وتتوق المؤسسات الابتكارية إلى مصادر توفّر لها تميّزاً من حيث التصميم. لمَ لا تكون هذه المصادر هي عبارة عن مصدر إلهام؟ أو رابط تتم صياغته بجدٍّ وبإمكانه فعليا تغيير طريقة الإدراك؟ ففي النهاية، يمكن للمسؤولين التنفيذيين أن يعيّنوا مدربين. فما الذي يمنع المبتكرين المبدعين من تخصيص وقت ووسائل لمصدر إلهام أو مصدريْن؟ وطالما أن الشركة تتميز بالإبداع، فإن دور وتأثير مصدر الإلهام قد يشكلان «أفضل مهنة». ويُشار أنه لأكثر التخصصات تقنيةً بدورها مصدر إلهام خاص بها. وفي مثل هذا السياق، يصف جون ماركوف، مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» منذ فترة طويلة في «سيليكون فالي»، دوغلاس انغيلبارت على أنه «الملهم المرجعي» لتصميم واجهات المستخدم الابتكارية منذ العرض الشهير الذي قدمه في «بروكس هول» (Brooks Hall) في سان فرانسيسكو عام 1968 والذي أطلق عليه اسم «العرض الأم» (Mother of All Demos). وتمكن إنغيلبارت من التأثير في أجيال من مصممي واجهات الاستخدام الذين أتوه طلباً للنصيحة. والأمر سيان بالنسبة إلى كارفير ميد من «معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا» (California Institute of Technology) الذي يعتبر كذلك مصدر إلهامٍ معروف لمهندسي التصميم العاملين من خلال تصنيع الرقاقات الأكثر كثافةً وتعقيداً على الإطلاق. وفي الختام، يشار إلى أنّ أياً من الرجليْن المذكوريْن أعلاه يشبه بأي شكلٍ من الأشكال أودريه هيبورن – ملهمة تصاميم جيفانشي – بيد أنّ تأثير كل واحدٍ منهما في مجال التصميم لا يزال مستمراً ولا شكّ أنه أكثر ربحيةً. *** - (مايكل شراج هو باحث زميل في مركز الأعمال الرقمية التابع لكلية «سلون» (Sloan) في معهد ماساتوشتس للتكنولوجيا، ومؤلف «لعبة جدية» (Serious Play) وكتاب «إلى ما بعد الأفكار» (Getting Beyond Ideas) المرتقب صدوره في الأسواق).