القرآن الكريم له أثر كبير ملموس في التربية والسلوك فتعليمه للناشئة، تسري بركته في قلوبهم ويختلط بلحومهم وأنفاسهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من تعلم القرآن في شبيبته اختلط القرآن بلحمه ودمه ومن تعلمه في كبره وهو يتفلت منه ولا يتركه فله أجره مرتين « ولهذا حرص سلف هذه الأمة على أن يبدأ الطفل بحفظ كتاب الله فلا يقدمون على تعلمه شيئاً من العلوم فما أن يعقل الطفل حتى يبدأ في تعليمه حروف أبي جاد ثم قصار السور من المفصل ويلقن ذلك تلقيناً حتى يتم حفظ كتاب الله قال ابن عباس رضي الله عنهما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم. فلتعلم القرآن آثار محمودة في القيم والأخلاق والعادات والسلوك فتجد تالي كتاب الله قد استقام لسانه واكتسب فصاحة لتعامله مع أهم مصادر اللغة العربية، كما لسماعه تأثير في النفوس في اكتساب الفضائل والبعد عن الرذائل فكم من آية كانت سبباً في هداية امرئ وصلاحه واستقامته وصدق الله حيث يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (9) سورة الإسراء، قال ابن القيم رحمه الله: ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل في معاني آياته فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وإذا تأملت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» علمت أن هذه الخيرية عامة وسارية في كل مناحي الحياة العلمية والعملية ولذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن. *استاذ في علم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة