مؤسف جدا أن تقودك النرجسية إلى أن تكون فرداً أنانياً لا تهتم بمشاعر غيرك أو تقدر ظروفهم فالفرد لا يعيش في هذا العالم وحده ولكن الغرور قد يسوق البعض منا ويدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم شخصيات كاملة بمعنى أنها شخصيات مكتفية ذاتيا تشبع ذاتها من حيث الطموح والأهداف والمصالح وحدها فهي لا تعتمد الا فقط على تحركها الذاتي لقضاء كل ما تريد قضاءه من أعمال وأهداف ولكن أعتقد أن مثل هذا الإحساس إنما يحول الفرد لانسان «سلبته» الحوادث والظروف من جهة غيره فأصبح ينظر إلى نفسه نظرة تقدم مصالحه وأهدافه على مصالح غيره وليت ا لأمر هكذا فحسب بل ربما يدهس بقدميه منافع غيره اعتقادا منه بأنه هو الأجدر بالفوز والايجابية وقد يكون هذا الحديث مطابقا تماما لأحداث بسيطة جدا نعيشها يوميا في حياتنا الروتينية العابرة ولكننا ربما لانشغالنا في حياتنا العادية ومثيراتها ربما لا «ندقق» أو نتأمل فلسفة الحوادث البسيطة بسلبيتها أو ايجابيتها فمثلا تخيل أن طفلك في مرحلة الروضة أو التمهيدي أو حتى أي مرحلة من المراحل الابتدائية أو المتوسطة وقد أصيب كغيره من الأطفال بمرض الجدري المائي «العنقز» ومع هذا فأنت ربما تراه نشيطا إلى حد ما فلا تبالي من أن تصحبه للمدرسة على الأقل «يوسع صدره» بعد الحرارة أو أثناءها ويرى أصدقاءه وتتحسن معنوياته ولا يشعر بأنه منعزلٌ ومنطوٍ حتى «لا تهتز ذاته» أو ربما ظننت أنه سيصاب بالشعور بالدونية .. لكل هذه المبررات جعلتك تفضل أن تقدم مصلحة ابنك ومشاعره على مشاعر الآخرين وظروفهم حيث أن الجدري المائي معروف بالعدوى من اللمس وهذا ربما يضر كل أطفال الفصل وربما يضر أطفال المدرسة بالكامل. هنا أتساءل..؟! ما هو الشعور الذي سينتابك فيما لو حدث عكس ذلك؟! وكنت أنت الضحية؟! أعتقد أنك ستتخذ أجراء صارما ربما يصل إلى سحب ملف ابنك من المدرسة لا لأن المرض سيء لا سمح اللّه ولكن لأن المرض ربما يعرض ابنك لوعكة صحية عدة أيام!!! وهنا أتساءل أيضا؟ طالما أن الأمر والمرض والحمد للّه عابر مؤقت وهو ينتشر بالعدوى السريعة من اللمس مثله مثل الحصبة وغيرها من أمراض الأطفال .. لماذا لا نراعي ظروف غيرنا وتأخذنا الأنانية بسحق مصالح غيرنا وراحتهم وسلامتهم أيضا؟! أعتقد أن هذه ظاهرة تنتشر بين الأسر وداخل المدارس فأين الوعي الصحي بسلامة الآخرين؟! متى تتفتح أذهان بعض الأسر؟ تلك الأذهان المغلقة بضرورة عزل الطفل أثناء تعرضه لوعكة معدية مثل أحد أمراض الطفولة المعهودة؟! الأمر يحتاج حقيقة للشعور بالمسؤولية فهل نحاول ايقاظ أنفسنا لاستيعابها؟! * كل عام وأنتم بألف خير ... ولنذكر أن هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة لإعادة ترتيب أوراقنا من جديد!! واللّه الموفق