حذرت اختصاصية الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال في محافظة جدة الدكتورة سناء اسحاق من تحايل الوالدين على المراكز الصحية وعدم تطعيم أطفالهم ضد الأمراض الوبائية والمعدية والهروب من قائمة التطعيمات الضرورية للأطفال. وقالت إسحاق في حديث إلى"الحياة"إن هذا التصرف من جانب الوالدين من شأنه أن يعرض حياة الطفل للخطر، خصوصاً إذا أصيب بأحد الأمراض الوبائية أو المعدية من دون علاجه والكشف عليه في الوقت المناسب. وحمّلت الدكتورة إسحاق بعض المدارس مسؤولية انتقال العدوى بين الطلبة في ظل وجود طفل مصاب من دون عزله أو إعطائه إجازة حتى شفائه من المرض، وقالت"إن بعض المدارس لا تعي خطورة وجود طالب مصاب بمرض معد يمكن أن يؤذي من حوله". وأضافت، أن مايقلق الأطباء المختصين في الأمراض المعدية لدى الأطفال هما مرض الخناق الدفتيريا والجدري المائي العنقز كونهما الأكثر تعرضاً لإصابة الأطفال على رغم عدم وجود إحصاءات رسمية بهذا الشأن. وفسرت اختصاصية الأطفال هذين المرضين بالقول، إن"الخناق"هو مرض شديد الخطورة يصيب الأطفال، وفي ظروف معينة يصيب الكبار ويحدث ذلك نتيجة لإفراز السموم البكتيرية، وأضافت أن أعراض هذا المرض تختلف بحسب موضع الإصابة ومناعة الشخص ومدى انتشار السموم في الجسم، إذ يتم إعطاء الأشخاص القريبين من المرضى مثل الأطباء جرعة تنشيطية لمقاومة المرض كل عشرة أعوام. وأوضحت، أن مضاعفات المرض تأتي على شكل انسداد في مجرى التنفس والتهاب عضلة القلب ومضاعفات في الجهاز العصبي تؤدي إلى شلل عضلات سقف الحلق والعينين واليدين والرجلين، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العلاج يكمن في إعطاء"البنسلين"للقضاء على الجرثومة المسببة للمرض ، إضافة إلى إعطائه مصل الدفتيريا للقضاء على تأثير السموم . وقالت إنه يتعين الوقاية من طريق التطعيم الثلاثي للأطفال ونشر الوعي الصحي من خلال إقناع الأسرة بأهمية التطعيم لحياة أفضل لأبنائهم. وذهبت اختصاصية الأطفال إلى أن"العنقز"وهو مرض معد وحاد وهو الأكثر شيوعاً بين الأطفال، خصوصاً في فترة الشتاء ويأتي هذا المرض من طريق فيروس"فاريسيلا زوستر"وينتقل عبر الرذاذ أو الملامسة المباشرة لفقاعات الطفح الجلدي للمريض. وقالت:"إن فترة الحضانة ل"العنقز"بين 10 إلى 21 يوماً، وتظهر أعراضه بين 14 و 16 يوماً من تعرض الطفل للعدوى، وتنتقل من طريق استنشاق العطس أو الكحة أو الملامسة المباشرة للطفح الجلدي للشخص المصاب". وعلى رغم أن الجدري المائي"العنقز"لا يعتبر تهديداً حقيقياً للطفل بحسب الدكتورة إسحاق إلا أن هناك حالات تحدث مضاعفات خطرة للأطفال مثل التهابات الجلد والمخ والرئة، داعية الأمهات إلى تطعيم أطفالهن ضد هذا المرض من خلال المراكز الصحية وعزل الطفل فوراً عن أشقائه في حال الإصابة.