"رب ضارة نافعة".. بات هذا المثل الشهير ينطبق على حال موظفي الوحدات الصحية الذين لا يتسلمون أي بدلات للعدوى أو الضرر، وذلك بعدما شجعت إصابة مراسل مكتبي في الوحدة الصحية بالأرطاوية بمرض العنقز زملاءه الموظفين للمطالبة بصرف بدل عدوى، فربما ينتقل إليهم المرض جراء احتكاكهم بالمرضى ولو بطريقة غير مباشرة، داعين إلى مساواتهم بالفنيين. وأثار مرض العنقز الذي أصاب خلال الأشهر الفائتة أكثر من 200 طالب بمدارس المجمعة والأرطاوية تخوّف موظفي الوحدات الصحية، مما دفعهم للمطالبة بصرف بدل العدوى، نظرا لصغر مبان وحداتهم، مما يسهل انتقال بعض الأمراض التي يحتكون بمصابيها، خصوصاً المعدية منها والسريعة الانتقال، كمرض الجدري المائي، في أعقاب إصابة زميل لهم يعمل إداريا بالمرض. وأوضح محمد باني الوهبي الذي يعمل مراسلا مكتبيا بالوحدة الصحية بالأرطاوية ل "الوطن" أنه أصيب بمرض العنقز، وقد تم منحه إجازة مرضية لمدة أسبوع تقريباً. ودفعت إصابة الإداري بالمرض عددا من الإداريين ممن يعملون بتلك الوحدات الصحية وغيرهم إلى الحديث عن أحقيتهم بصرف بدل عدوى أو ضرر، أسوة بزملائهم الفنيين الذين يعملون جنبا إلى جنب مع العاملين بتلك الوحدات الصحية وفي مبنى واحد ويحتكون بالمرضى بشكل قريب لكنه غير مباشر. وكان مدير الوحدة الصحية بالأرطاوية، مرزوق عبدالهادي المطيري، أكد في تصريح سابق ل"الوطن" أن عدد إصابات الطلاب بالجدري المائي في مدارس قطاع الأرطاوية قد بلغ نحو 80 إصابة بدءا من شهر محرم الماضي، وزاد إلى أكثر من 40 إصابة خلال الشهرين الآخيرين، فيما تم منح الطلاب المصابين الذين راجعوا المستشفى خلال الأيام والأشهر الماضية إجازات مرضية والعلاج اللازم، وذلك للحد من انتشار العدوى بين الطلاب، في الوقت الذي استقبلت فيه الوحدة الصحية الرئيسية بالمجمعة أكثر من 120 طالبا مصابا بالجدري المائي منذ الفصل الدراسي الثاني، وأدى ذلك إلى قيامها بإغلاق فصل دراسي كامل في إحدى المدارس التابعة لها. يذكر أن بدل العدوى الذي يصرف للممارسين الصحيين بلغ 750 ريالا، إضافة إلى مبلغ مماثل لبدل الضرر، فيما تمنع الأنظمة جمع الممارسين الصحيين بين بدلي العدوى والضرر في آن واحد.