ساحة الوغى.. حرب الكلمات.. من ينقذنا من هذا الوعيد السافر..؟!.. ذلك الذي يجهزعلى توقنا السائر نحو الضياء.. مقولة الأنواء ليس لديها من لبن الفأل ما تدره.. فاذهبوا إلى أحتافكم فرادى.. فالمقولة توصي بعدم التوحد.. فارقوا بعضكم، واستدروا الآتي حلماً صافياً.. سقيا عجوز وإناء.. ما الذي تريده هذه الطاعة..؟ أتستجدي الماء.. أم تراها تطفئ الظامئ الصدئ من أهوال ما يراه من معاندة السراب..؟ حالة في الليل الماثل بعتمته أمامنا.. هنا من يغلق عينيه ليعيش في ظلام ذاته.. نصيحة لا تبال بما يقوله العقلاء، ففي كلامهم ما يهم ذواتهم فقط.. رؤية القلب لا يصنع بمفرده الجرأة والاقدام.. الأمر بحاجة إلى عقل يحكمه النزق، ورؤية لاتهيل على العاطفة بعض أهوائها.. رغية هذا الناعق ليس غراباً.. ثمة روح رجل تهفو إلى الحضيض.. تتجسد في هيئة معتمة وخائرة تسعى إلى الغناء بهذا المطلع المقزز. محاولة عنق المأزق طال شموخاً.. لن ينحني مهما حاولنا العبور من نفقه المكتظ بأهل النوايا الخائرة.. هؤلاء الذين يغنون للأمل ببرئنا من سقم الوعي. تساؤل الحلم الذي جردنا من صلف الحقيقة الجائر كيف نحافظ على وجوده...؟ كيف نجوس سدوله الهلامية؟!.. هل الحلم مجدنا الموعود.. وحقيقتنا الباقية..؟! بوح قبل الغروب.. وفي هذا المكان اللاهي تداخل الروح في بوحها عتم المنتهى.. صوت أصغي إلى ما يقوله هذا المجنون المفوه.. ففي حديثه ما ينبئ عن قول حق يتجاهله العقلاء.. عزاء العزاء الوحيد في حزننا أن الراحلين يقطعون المفازات المقفرة منتشين لفرط فوزهم بالهرب من عالمنا.. ألق ذل، فاقة، عوز، اقتسموا غنيمة الفقر هذه... واكتووا بنار الصدقات والهبات والنحل حتى تروا حجم جيش الكادحين.. عرمرم، ستعرف أن قوة الفقر لاتقهر.. ضياء الفضاء يضيء نار «الأنا».. ها هو السادر في أذاه يلقم الجمر المحمر بعض صبرنا ودأبنا.. كيف نداريه..؟! أنرهن له ما بقي من قوتنا من أجل أن تكف هذه «الأنا» عن وخز ضميره الفولاذي..؟! ومضة حتى الغيمة تهادن القمر.. تتوارى خلف الأفق لتمنحه فرصة التلألؤ المثالية يمطرنا بومض آسر.. يخلد في الذات توقها المهادن.