لليل المفازة شبح عجيب.. يذكِّر العابرين بصور القتامة اللاهية لحظة أن تورق في وحدتها المعتادة.. لغة ولع البيداء يأتي على هيئة غناء زاخر بالمعاني الحزينة.. تلك التي تتوجد على أيام أهل الرمل الحزانى من فرط مكابرتهم العصية. حروف كتاب الرمل مثقل بالكلمات التي تعبر إلى المدى الشاكي من متاهة الوحدة المعاندة.. كل حرف في كتاب الرمل يأتي على هيئة دمعة تفيض من عين ترقب المفازة بقلق. لغة 2 لغة الرمل مفازات عصية تسكن فيها روح المعاندة.. تلك التي تهيل للكائنات كلمات مبهمة.. قل عنها إن أردت لغة القفر الموحشة.. المغني المغني في ليل الفلاة مارد يقوى على إزاحة الصمت لكنه العاجز دائماً عن مداواة ذاته من ألم الوحدة الخانق... ألق الشجن العصي.. ذلك الذي يسكن أعطاف أرواحنا في هذا الخلاء اللاهي.. من أين لنا غناء يرفع حلكته السادرة عن أفقنا... صوت للريح كل ما يقوله المنشد... وللماضي كل ما تسجله الذاكرة الآن.. فمن أين لنا بصوت نقول عنه إنه الوعد القادم بشفاء أحلامنا من ألم البيداء، وسقم المفازة المقفر...