أبلغ المندوب الدائم للمملكة لدي اليونسكو الدكتور زياد بن عبدالله الدريس جامعة الملك سعود موافقة اليونسكو على تأسيس كرسيين بحثيين أحدهما في مجال تحلية المياه في المملكة العربية السعودية، والآخر في مجال دراسات الطفولة بعد تقييمهما الإيجابي من قبل المنظمة. ومن المقرر أن تبدأ رسمياً خطوات تأسيس الكرسيين وستكون لجامعة الملك سعود الريادة كأول جامعة سعودية في هذا المجال وليضيف بذلك إنجازاً جديداً لبرنامج كراسي البحث في الجامعة في ظل تعاون المملكة العربية السعودية مع المجتمع الدولي من خلال الباحثين والعاملين في مجال التنمية. وأكد معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان أن دعم الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- قد عزز الاعتراف العالمي بالمكانة البحثية والعلمية للمملكة؛ مشيراً إلى أن برنامج كراسي البحث بجامعة الملك سعود سوف يسهم في تحقيق قفزة نوعية نحو التميز والإبداع على المستويين الإقليمي والعالمي، لأن هذا البرنامج يأتي مواكباً للدعم الذي يحظى به التعليم العالي عموماً والبحث العلمي على وجه الخصوص, وأضاف أن سعى منظمة اليونسكو منذ عام 1992م لتكون مؤسسة فكرية بانية للجسور بين المجتمع الأكاديمي والمجتمع المدني، وصناع سياسات البحث والتطوير في الدول المختلفة جعلها تقوم بإنشاء وتأسيس كراسي بحث اليونسكو من خلال برنامج يؤسس لشبكة توأمة وتواصل بين جامعات العالم, واليوم تضع اليونسكو نحو 800 كرسي وأكثر من 80 شبكة توأمة في إطار برنامج توأمة الجامعات، وبمشاركة أكثر من 850 مؤسسة في أكثر من 130 بلداً حول العالم. فيما أوضح الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أن برنامج توأمة الجامعات يهدف إلى التواصل بين المجتمعات المختلفة بغض النظر عن الموقع الجغرافي للدول, وتحفيز التعاون بين الدول المتقدمة والنامية, وإحداث تحالفات إقليمية أو شبه إقليمية لدعم الابتكار والتميز في البحث والتطوير, والتعاون مع جامعة الأممالمتحدة (UNU). وأكد د. الغامدي علي أن هذين الكرسيين البحثيين يستهدفان بشكل خاص معالجة المشاكل الملحة التي تواجه العالم، فجامعة الملك سعود واليونسكو على حد سواء ستحرصان على التعاون في هذه المجالات ذات الاهتمام المشترك. من جهته أشار الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الودعان مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للكراسي البحثية إلى أن كرسي اليونسكو في مجال تحلية المياه في المملكة العربية السعودية تتضح أهميته نظراً لعدم توفر المياه وقلة مصادره والتي تمثل أحد أهم تحديات المستقبل لدول العالم, والذي قد يؤدي إلى نزاعات وصراعات على تلك المصادر ولأن المملكة العربية السعودية وهي تتصدر دول العالم في تحلية المياه فإن وجود هذا الكرسي في الجامعة يضع أملاً لإيجاد حل سلمي ودائم لمشكلة المياه. وأضاف د. الودعان أن كرسي اليونسكو لدراسات الطفولة يهدف بصورة مباشرة إلى وضع الطفل السعودي ضمن المنظومة العالمية من خلال إعداده بصورة ملائمة ليكون عضواً فاعلاً على المستوى العالمي وليس الإقليمي والمحلي فقط من خلال توجيهه بصورة مناسبة لفهم الثقافات والحضارات المختلفة لأطفال الشعوب الأخرى, فقد أثبتت التقارير الحديثة فيما يخص رعاية الطفولة خلال الخمسين عاماً الماضية نقصاً ملحوظاً في معدلات وفيات الأطفال ونمواً مطرداً في رعايتهم صحياً ومناعياً ضد الأمراض بالإضافة إلى رعايتهم صحياً وبدنياً وعلاجياً من خلال تطوير البرامج الخاصة بالتغذية والوقاية ضد الأمراض، إلا أنه لا يزال قرابة التسع ملايين طفل يموتون سنوياً قبل سن الخامسة معظمهم خلال عامهم الأول بالإضافة إلى العديد من الأطفال ممن يعانون مستقبلاً سيئاً نتيجة ضعف الرعاية الخاصة بهم، وعليه فإن الأمر يستوجب الكثير من الاهتمام, ويسعى كرسي اليونسكو لدراسات الطفولة إلى التحديد الدقيق لمتطلبات واحتياجات الطفل والأسرة والمجتمع فيما يخص تطوير الرعاية الصحية والسلوكية والتعليمية لأطفال المملكة واستثارة لغة الحوار بين الفئات المشاركة لوضع أسس وسياسة ثابتة تعني بتفعيل الأنشطة اللازمة بتحقيق الرعاية لهم.