يقول ويليام شكسبير وهو أحد أعظم الأدباء الإنجليز (من يجد شيئاً فليأخذه) دلالة على أن انتظار الآخرين أو الاتكال عليهم هو نوع من التفريط بما هو متاح.. وقد تذكرت هذه المقولة التاريخية بعد ختام اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي الأربعاء الماضي والذي دام سبع ساعات متواصلة خرجت السعودية منه خاسرة نصف مقعد في دوري أبطال آسيا، وهذا ليس المهم إطلاقاً، بل الأهم كيف خسرت وهي التي حافظت على مقاعدها الأربعة حتى قبل أن تنشأ هيئة دوري المحترفين وقبل أن تحقق أي معايير تطويرية على أرض الواقع..؟!. هنا يجب أن يفهم السعوديون أن الاتحاد الآسيوي يسير بطريق مغاير جداً لما كان سائداً أيام القطري محمد بن همام -طيب الذكر- فمقولة (من يجد شيئاً فليأخذه) ستكون هي المقياس الحقيقي لانتزاع الحقوق التي اتكلنا طويلاً على غيرنا في انتزاعها فلما غاب انفرط عقدها وسينفرط أكثر إن لم نعرف حقيقة العمل مع المرحلة الآسيوية المقبلة. كتبت عن غياب الدور السعودي في اتحاد غرب آسيا وكتبت عن الحذر من سقوطنا الانتخابي بعد الفوز الصعب جداً لحافظ المدلج في انتخابات 2010م لعضوية المكتب التنفيذي وكتبت عن ضعف تواصلنا مع القارة وشئونها؛ وأكتب اليوم أن السعودية ستجد نفسها خارج اللعبة تقريباً في القريب العاجل، فالآخرون يعملون بنظرة بعيدة المدى يخططون ويمارسون التكتلات ويصنعون الابتسامات المزيفة وعند الحسم يتفقون على المصالح كما حصل -مثلاً- عندما صوت ضدنا ثلاثة عشر عضواً من أصل عشرين لسحب نصف مقعد آسيوي من أنديتنا. كان الأصل أن يبارك المكتب التنفيذي توصية لجنة المسابقات ويعطينا أربعة مقاعد لكن الصورة الجديدة لآسيا كشفت أن مفاصل القرار تبدأ وتنتهي من أصحاب اللعبة الأقوياء ولسنا منهم بالطبع لأسباب عدة ليس بينها الصراخ بالطبع كما يردد البعض. كان ابن همام عمودنا الفقري بآسيا فوضع عضوين سعوديين على هرم لجنتين مهمتين وسهل مهمة دخول أربعة أعضاء آخرين للجان مختلفة، وقد اعتمدنا على ابن همام وتركنا التغلغل داخل القارة والتي تجيده دول مثل قطر والإمارات ناهيك عن ابتعادنا العملي لنفوذ الاتحاد الدولي لكرة القدم. كرة القدم وشئونها علاقات قوية وتكتلات ومصالح مشتركة وهذه أمور تكسر كل القوانين أو على الأقل تطوعها.. أنه أمر سائد ومعروف ونحن استفدنا بالماضي من علاقاتنا كثيراً جداً واليوم يجب أن نتحرك جدياً وأن لا نترك الآخرين يعمقون علاقاتهم فنخسر أكثر من مجرد نصف مقعد الذي بالمناسبة لا أعرف لماذا التباكي على خسارته، فالواقع يؤكد أننا نعمل كدولة نامية احترافيا وبيننا وبين البنية التحتية لدى الآخرين من أقراننا مسافة شاسعة تدعونا للخجل من الاحتجاج على خسارة نصف مقعد وإن كان السبب الجمهور وحضوره فهذا الشيء جاء من خلال معلومات سعودية رسمية وليست من اختراع الآسيوي وعليه يجب أن نتحمل النتائج التي من أخطرها أننا أصبحنا أغراب في القارة. أقترح على سمو الأمير نواف بن فيصل أن يعتمد لجنة غير معلنة مهمتها بناء العلاقات القارية والدولية مع دراسة الواقع الفعلي للمتغيرات، وأن يفتح المجال لبناء العلاقات الشخصية مع أصحاب القرار الرياضي بالعالم لعدد كبير من الشخصيات السعودية من خلال اللجنة بدلاً من حكرها على شخصية واحدة أو اثنتين جعلتنا نحترق ونبدو أضعف بكثير من تاريخنا. شكراً للنصف مقعد..! دائماً ما أحب أن أطوع الأخبار أو الصدمات السلبية لأصنع منها أمراً إيجابياً كما هي نصائح علماء النفس ولذلك يجب علينا أن نعتبر قرار سحب نصف مقعد منا هو إشارة إلى وجوب النظر لواقعنا الحقيقي وعلى وزارة المالية أن تقوم بواجبها التنموي تجاه الرياضة السعودية ومنشآتها فنحن لسنا أفقر من قطر أو الإمارات لكي لا ننعم بتغييرات كبيرة لملاعبنا، ومسؤولية الوزارة لا تقل أهمية عن مسؤولية رعاية الشباب واتحاد القدم الذي بدلاً من التلويح بالتهديدات القانونية، فإن على مسؤوليه مشاهدة الواقع على الأرض بدلاً من الانتظار بالمكاتب.. فنحن نعيش مرحلة مفصلية رياضياً يجب من خلالها المكاشفة الحقيقية الجادة من غير نفاق أو مجاملات وهو ما يريده المسؤول، بل يعشقه لأن الكثير منهم شبعوا من عبارات مثل (تمام طال عمرك.. لا يهمونك الله يحييك.. لا أبداً أمورنا مية بالمية الله يحفظك..)..!. تصويبات - فاز الهلال بالروح القوية للاعبيه وبواقعية مدربه، فيما خسر النصر لأنه لايزال يعتقد أنه ند للأندية الكبيرة فيما واقعه يؤكد أن مرتبته مابين الخامس إلى التاسع. - أرجو أن لا نقسو على القناة الرياضية السعودية كثيراً، فالوقت لم يسعفها لكي تظهر إمكاناتها الحقيقية ومن الجيد أن يكون الحساب بعد شهرين من الآن. - لايزال الفريدي يتزعم أكثر اللاعبين تمريراً للكرات المقطوعة.. إنه عيب تكنيكي فادح لم يستطع ريكارد أو دول القضاء عليه. - ميزة رئيس الهلال أنه صادق جداً مع جماهير ناديه لذلك، يحمل لقب الرئيس الأكثر ثقة وجاذبية من كل رؤساء الأندية السعودية. - بالإمكانات الموجودة أستطيع أن أؤكد أن هيئة دوري المحترفين قدمت عملاً استثنائياً ويجب أن لا نلومها لعدم تنفيذ متطلبات خارج إرادتها. - أجمل شيء بالوجود أن تكون شفافاً وواقعياً وأن لا تعطي الأمور فوق ما تستحق.. عندها سترتاح وسيرتاح الآخرون معك. قبل الطبع القائد الذي لا يفهم جيشه.. قائد أصم..!.