أكد تقرير لجنة تقصي الحقائق المستقلة حول قمع الاحتجاجات في البحرين أن السلطات الأمنية استعملت القوة المفرطة وغير المبررة ضد المحتجين كما تمت ممارسة التعذيب بشكل متعمد بحق معتقلين. وقال رئيس اللجنة شريف بسيوني خلال مراسم الكشف عن التقرير أمس الاربعاء في المنامة بحضور الملك حمد بن عيسى ال خليفة ان السلطات لجأت الى استخدام القوة المفرطة وغيرالضرورية بما في ذلك بهدف بث الرعب. كما أكد ان التعذيب مورس على المعتقلين بشكل متعمد بهدف انتزاع الاعترافات او للعقاب والانتقام، الا ان بسيوني قال: ان هذه الممارسات تمت خلافاً لأوامر قمة الوزارة وبالرغم من وجود تعليمات سارية لم تنفذ. واشار بسيوني الى تعرض موقوفين للتعذيب وللانتهاكات البدنية والنفسية كما اشار الى تسجيل انماط سلوكية معينة تقوم فيها بعض الجهات الحكومية تجاه فئات معينة من الموقوفين، وذكر ان السلطات لم تقم بما يلزم لوقف اساءة المعاملة من قبل المسؤولين بالرغم من وجود تعليمات سارية لم تنفذ. وذكر ان حالات التعذيب شكلت ممارسة متعمدة تهدف في بعض الحالات الى انتزاع اعترافات في حالات اخرى الى العقاب والانتقام من اشخاص آخرين. كما اشار الى ان السلطات استخدمت هذه الاعترافات في المحاكم الخاصة والعادية. كما اكدت لجنة تقصي الحقائق في تقريرها انه لا توجد ادلة على دور واضح لايران في هذه الاحتجاجات. كما ذكر التقرير ان لا ادلة على اي تجاوزات لحقوق الانسان ارتكبتها قوات درع الجزيرة التي ارسلتها دول مجلس التعاون الخليجي تزامنا مع قمع الاحتجاجات. وكد ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة قبول تقرير لجنة تقصي الحقائق المستقلة ووعد الملك حمد بمحاسبة واستبدال المسؤولين عن الانتهاكات. وقال الملك حمد في كلمة القاها بمناسبة الكشف عن تقرير لجنة تقصي الحقائق ان هذا التقرير يمنح بلادنا فرصة تاريخية للتعامل مع اهم المسائل واشدها الحاحاً. وأكد ان المسؤولين الذين لم يقوموا بواجبهم سيكونون عرضةللمحاسبة والاستبدال.وأضاف انه يجب اصلاح القوانين لكي تتماشى مع المعايير الدولية. وتقدم الملك «بالشكر الجزيل لرئيس واعضاء اللجنة المستقلة. وحول ما توصل اليه التقرير عن عدم وجود ادلة لضلوع ايران في احداث البحرين قال الملك حمد ان حكومة البحرين ليست في وضع يمكنها من تقديم ادلة على الصلات بين إيران واحداث معينة في بلدنا هذا العام. لكنه ندد ب الهجمة الاعلامية من قبل قنوات ايرانية. واعتبر ان هذه الهجمة حقيقة موضوعية يلاحظها كل من يفهم اللغة العربية وهي تشكل تحدياً مباشراً ليس فقط لاستقرار وسيادة وطننا فحسب بل تهديد لأمن واستقرار كافة دول مجلس التعاون. واعرب الملك عن الامل في ان تعيد القيادة الايرانية النظر في مواقفها بترك السياسات التي تؤدي الى العداء والفرقة، كما وعد ملك البحرين بإصلاحات ترضي كافة اطياف المجتمع من اجل تحقيق المصالحة.