حينما ندع عواطفنا وانطباعاتنا المشروعة جانباً ونتعامل مع لغة الحقائق والأرقام والوقائع سنجد ان العقدين الماضيين وفي توقيت لافت مع بداية مسيرة القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هما العصر الذهبي للرياضة السعودية وكرة القدم تحديداً.. بل ان بزوغ نجمها وانطلاقة منجزاتها ولدا وترعرعا وتألقا وفرضا نفسيهما على العالم في العام 1984م اثناء التأهل لاولمبياد لوس انجلوس كأول وأهم منجز كروي سعودي ثم في العام ذاته احراز كأس امم آسيا الثامنة.. اي بعد ثلاثة اعوام فقط من تولي الملك فهد مقاليد الحكم في المملكة. الراصد والمتابع لأشكال وألوان وتعداد هذه المنجزات الرياضية لكافة الدرجات ومختلف المناسبات المحلية والاقليمية والعربية والقارية والعالمية على مستوى الاندية والمنتخبات ولسائر الالعاب سيلحظ ان هنالك رابطاً قوياً وقاسماً مشتركاً بين عهد خادم الحرمين الشريفين ومكتسبات الوطن الرياضية والشبابية.. وهي مثلما ذكرت عبارة عن ارقام ثابتة وصريحة لاتزين ولا تضيء هذين العقدين فحسب وانما تكشف بجلاء وبمصداقية ناصعة حجم الدعم والرعاية والاهتمام والقيادة المحنكة لقطاع وميادين الرياضة والشباب من ملك الوطن وقائد الامة. ما تحقق لنا بتوفيق من العزيز الحكيم هو بالتأكيد ثمار غرس.. ونتاج بناء وعطاء.. وعنوان نبوغ وشموخ.. باسم الوطن ونيابة عن الملايين من ابنائه.. ليتهم يفهمون! انصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الاعلام الرياضي وثمّن دوره الواضح وإسهامه الحيوي في تأهل منتخبنا الوطني لمونديال 2002، هذا الموقف النبيل والرائع من سموه لم استغربه ورأيت الاشارة اليه لأنني اعتبره درساً حضارياً ورسالة معبرة لاولئك الذين لم يستوعبوا معنى وقيمة وحقيقة الاعلام ويريدون تسييره على مزاجهم وتوظيفه لقناعاتهم الشخصية ومصالحهم الخاصة ليكون دائماً وابداً تحت مظلتهم وضمن اهوائهم ويتحدث بألسنتهم ويحقق رغباتهم..!! كلام سموه يأتي في اعقاب ماقيل عن الاعلام الرياضي اثناء التصفيات المؤهلة للمونديال.. وانه اي الاعلام تسبب في شق صفوف المنتخب وزعزعة استقراره لمجرد ان الكثيرين ابدوا آراءهم وعبروا عن وجهات نظرهم.. وهنا تكمن المغالطة ويتبين سوء الفهم حول ماهية الاعلام بالنسبة للفئات غير المعنية والاقل مكانة ومسؤولية من رجل بحجم الامير سلطان الذي لم يتذمر او ينفعل وانما تعامل بوعي واحترام وقبول لعموم الاطروحات والآراء الاعلامية.. وبالتالي ها هو يجسد منهجه وحصيلة وعيه بكلام منصف ولغة راقية وعادلة. شخصياً كنت ومازلت اكتب بلا تردد وبقدر كبير من الحرية عن اتحاد الكرة والرئاسة العامة لرعاية الشباب.. ومنذ ايام امير الشباب الراحل فيصل بن فهد رحمه الله وحتى وقتنا الراهن لم اشعر الا بارتياح نفسي و معنوي حيال ما اطرحه نتيجة ما احظى به من تجاوب وتفاعل واشادة ومواقف لاتنسى من الامير فيصل بن فهد رحمه الله ومن ثم الامير سلطان بن فهد وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل.. في الوقت الذي يمارس فيه بعض اداريي الأندية الايذاء والكراهية والتشكيك والتقليل من شأن الاعلام الرياضي وبالذات الصحافة برغم ماتقدمه لهم ولأنديتهم وبرغم فارق المكانة وحجم المسؤولية بين هؤلاء وأولئك..!! ليت الأندية وجماهيرها تدرك الفارق وتعرف الاعلام على حقيقته.. قيمته ومعناه..!! دقت ساعة الخطر! في اول رد سريع ومباشر على ما حذرت منه الاسبوع الماضي اعلنت ادارة الطائي حالة الافلاس وانها لم تعد قادرة على تأمين ابسط متطلبات فريق كرة القدم وتغطية نفقات رحلته الى محافظة جدة لمقابلة فريق الاهلي.. الامر الذي دفع بمجلس الادارة الى اتخاذ قرار الاستقالة الجماعية احتجاجاً على الوضع المتأزم و على توقف دعم اعضاء شرف النادي..!! كما تلاحظون الامور تجاوزت مسألة الديون المتراكمة والمكافآت وتكاليف المدربين واللاعبين.. وبلغت حد العجز التام عن توفير مبلغ زهيد للصرف على سكن واعاشة الفريق لمدة يوم واحد.. الاخطر من ذلك ان الطائي لم يتمكن من اللعب امام فريق الرياض في مدينة الرياض نهاية الاسبوع الماضي لولا دخل مباراته امام الهلال.. وحتى لو تمكن بطريقة او اخرى من تأمين نفقات لقاء الاهلي فلن تنتهي المشكلة وسوف تبقى وتمتد لتشمل المصروفات والمستحقات الضرورية الاكثر تعقيداً والأصعب حلاً واحتواء..!! هنا.. لنفترض ان ادارة الطائي قررت عدم السفر الى جدة بحجة انها لاتملك المبلغ الكافي لنفقات الرحلة.. ولديها الاسباب والمبررات التي تجعلها بمنأى عن اية مسؤولية.. فما الذي يقع على الطائي الفريق.. وهل يعني هذا انسحابه ومعاقبته على امر واقع لامفر منه ولا ذنب له به ولا حول ولا قوة؟!! غير الطائي هنالك الكثير من الاندية ستلقى نفس المصير.. والكثير من الاداريين المتطوعين سوف يتطايرون هرباً من جحيم لا طائل منه سوى الهم والغم والتعب.. وكل ما نتمناه هو الاسراع في البحث عن مخرج لهذا النوع من الأزمات بالغة الخطورة..!! غرغرة * * انتصارات العاب القوى السعودية في بطولة الخليج الاخيرة ماهي الا قطرة في بحر نجاحات ومنجزات الاداري الفذ والأمير الباذل نواف بن محمد كثر الله من امثاله.. * * قالها الأمير محمد العبدالله.. «الخوف غيب المهنا».. فعلاً لاتنتظر العداله من خائف..!! * * اذا كانت اللجنة الفنية غير قادرة على صياغة جدول الدوري فكيف تفعل وتتصرف بالإجراءات الأصعب..؟!! * * أثبت النصر انه بارع جداً في ادارة الأمور خارج الملعب افضل من داخله..!! * * الأزمة المالية لا تبرر الأخطاء الشنيعة التي أودت بحياة وهيبة فريق مكافح ومتمرس كالطائي..!! * * ماتعرض له أحد الزملاء الصحافيين في ملعب حائل امتداد مع الاسف لذات التهور والتمادي من فئة بعينها.. عيب فالمجال لايسمح ولا يحترم المتحمسين لممارسة دور «الفتوة» واستعراض العضلات..!!