انتقد الرئيس الإيراني محمد خاتمي يوم السبت الحملة العسكرية في أفغانستان مع إعرابه عن التعاطف مع ضحايا اعتداءات 11 ايلول سبتمبر ومطالبته بتحرك دولي ضد الإرهاب. والتقى خاتمي الذي يشارك في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك بالرئيس الباكستاني برويز مشرف الجار المؤثر الآخر لأفغانستان. وقال خاتمي «إن العمليات العسكرية الجارية في أفغانستان لا تتيح القضاء على جذور الإرهاب المفروض على شعب أعزل في أفغانستان». وحذر الرئيس الإيراني من أن تواصل الحملة العسكرية التي بدأت منذ أكثر من شهر «تنذر بتأجيج مشاعر التعصب والعنف في المنطقة وفي العالم». وقد التقى خاتمي ومشرف اللذان يتنافس بلداهما حول الملف الأفغاني، السبت بحسب ما أفاد مصدر إيراني في الأممالمتحدة من دون أن يقدم توضيحات عن مضمون اللقاء. ويأتي هذا اللقاء بعد زيارة قصيرة قام بها مشرف في السابع من نوفمبرالجاري الى طهران في إطار جهود ترمي الى إيجاد صيغة سياسية لمستقبل أفغانستان. وأعرب الرئيس الإيراني مجددا عن تعاطفه بعبارات بالغة الحميمية مع الولاياتالمتحدة إثر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر التي أدت الى سقوط حوالي 5000 ضحية، ووصفها بأنها «مجزرة». وقال «إن أمما أخرى تسير اليوم جنبا الى جنب مع الامة الاميركية» مضيفا إنه بالرغم من عقدين من العداء بين حكومات البلدين فإن بعض المشاعر كانت متبادلة بين الايرانيين والاميركيين. وأكد خاتمي إن «جمهورية إيران الاسلامية هي شريك نشط في التحالف ولا توفر جهدا من أجل نجاح المجموعة الدولية في القضاء على الإرهاب عبر اجراءات دائمة وعادلة ولا تتسم بطابع تمييزي» معبرا عن أمله في أن تقوم الأممالمتحدة بدور اساسي في هذه المعركة. بيد أن خاتمي لم يرد على مطالبة الولاياتالمتحدةإيران ، التي تضعها واشنطن على لائحة الدول الداعمة للإرهاب، بوقف دعمها للمجموعات التي تحارب الاحتلال الإسرائيلي وخاصة حزب الله اللبناني. وألح خاتمي على أن الشرق الاوسط يشهد «شكلا خطيرا من الإرهاب» بفعل السياسة الإسرائيلية. وأدلى خاتمي في مقابلة نشرتها يوم السبت صحيفة نيويورك تايمز بتصريحات أكثر اعتدالا من الخط الايراني المألوف المناهض لإسرائيل ملمحا الى أن طهران لن تعترض على اعتراف بإسرائيل في حال التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. وقال خاتمي إنه اذا اعترف الفلسطينيون بحق إسرائيل في الوجود «سنحترم رغبات الأمة الفلسطينية على رغم إنه من وجهة نظر اخلاقية نعتقد أن حكومة تعسفية ليست حكومة مقبولة». وحرص خاتمي أيضا على الابتعاد عن النظرة المتطرفة المتمثلة بحركة طالبان وأنصار أسامة بن لادن. وأكد في هذا الصدد أن تصريحات بن لادن «لا تجد صدى كبيرا في العالم الاسلامي».