واشنطن، نيويورك - رويترز، أ ف ب - لم يستبعد الرئيس الايراني محمد خاتمي مسؤولية اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" عن الهجمات في الولاياتالمتحدة، لكنه اعتبر ان الحملة الأميركية على افغانستان قد تعزز حركة "طالبان"، معرباً عن الرغبة في وقف العمليات خلال شهر رمضان. وفي موازاة ذلك، كشف وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ان مستشارين عسكريين أميركيين وايرانيين يعملون مع الأطراف ذاتها في المعارضة الافغانية، مشيراً الى دور لطهران في الحكومة الأفغانية المقبلة. وقال رامسفيلد لمحطة "سي. بي. اس" التلفزيونية الأميركية ان الايرانيين "يعملون مع بعض العناصر على الأرض، ولدينا نحن أيضاً اناس يعملون مع هذه العناصر". وأوضح: "هناك أماكن في البلاد نجد فيها ضباط ارتباط ايرانيين وكذلك ضباط ارتباط اميركيين"، موضحاً ان هؤلاء المسؤولين يعملون "مع العناصر ذاتها" من المعارضة الأفغانية. وأشار رامسفيلد الى ان ايران لا تزال على اللائحة الاميركية للدول المساندة للارهاب، لكنه اضاف انه على رغم ذلك سيكون لها من دون شك دور تلعبه في اقامة حكومة ما بعد "طالبان". واعتبر ان مخرج النزاع مهم لايران. وقال: "انهم الايرانيون سيلعبون بالتأكيد دوراً في تركيبة الحكومة الجديدة"، مشيراً الى أن اهتمام ايران، البلد المجاور لافغانستان بتطور هذا البلد أمر "مشروع". من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الايراني، في مقابلة مع محطة "سي. ان. ان" التلفزيونية الأميركية انه من غير المستبعد ان يكون بن لادن وتنظيمه "القاعدة" متورطين في الهجمات في الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر. وقال: "يبدو، نظراً الى تطورات عدة، ان مجموعات وافرادا تمت الاشارة اليهم يمكن ان يكونوا متورطين في الامر. ان السؤال عمن دبر الاعتداء لا بد له من اجابة تعتمد على اثباتات. وهناك على الارجح بعض الاثباتات على رغم اننا لم نتسلمها او نشاهدها". وهذه المرة الاولى التي يشير فيها مسؤول ايراني رفيع الى احتمال تورط بن لادن و"القاعدة" في الاعتداءات. واضاف خاتمي: "قمنا بإدانة الارهاب بكل اشكاله. ونعتقد بأن الارهاب بكل اشكاله غير مقبول". وعن مستقبل افغانستان، اعتبر خاتمي ان الازمة الحالية يجب ان تليها "مرحلة انتقالية ... عبر حكومة تضم كل المجموعات الافغانية المقبولة من المجموعة الدولية والشعب الافغاني. وهذه المرحلة ينبغي ان تكون تحت اشراف الاممالمتحدة" حتى يتمكن الشعب الافغاني في فترة لاحقة من "التصويت وتقرير مصيره". وعن العلاقات الايرانية - الاميركية المجمدة منذ قيام الثورة الاسلامية العام 1979 اكد خاتمي ان هناك "الكثير من الريبة" بين الجانبين. وقال: "اننا متهمون بالارهاب او على الاقل اننا على لائحة الدول الارهابية ... لذلك وعلى رغم بعض التطورات الايجابية فاننا نطالب باجراءات عملية". وعن هتافات "الموت لاميركا" التي تطلق كل جمعة في مساجد ايران قال خاتمي ان "هذه الشعارات لا تستهدف الشعب الاميركي بل السياسة الاميركية الخاطئة التي تستهدف، في رأينا، شعبنا وأمتنا". وأبلغ خاتمي وكالة "رويترز" في نيويورك "ان هناك علامات على أن معنويات طالبان تعززت نتيجة الغارات. واعتقد بأن شهر رمضان فرصة طيبة لوقف الهجمات". وأضاف: "ان الأبرياء هم أساساً الذين يعانون. وهناك تعاطف متزايد في بعض مناطق العالم الاسلامي مع طالبان وحتى بن لادن". واعتبر انه حتى لو قتل بن لادن، "فهذا لن يحل مشكلة الارهاب. وسيصبح بن لادن شهيداً في نظر كثيرين".