رحم الله الأمير سلطان رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، قائد ترك بعده مكاناً كبيراً تحدث عنه الكثيرون بمن فيهم ولي العهد الأمير نايف- حفظه الله- فقد تحدث عن أخيه - رحمه الله - بحديث بالغ التأثير حديث يحمل دلالات عميقة تحمل في مجملها الوفاء الذي غرسه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في أبنائه، وكذلك الترابط الوثيق بين أبناء الأسرة المالكة وأبناء الوطن جميعاً. وكما نعرف فقد تم اختيار الأمير نايف ولياً للعهد بسلاسة كبيرة، رشحه خادم الحرمين الشريفين وبايعه الأمراء أعضاء هيئة البيعة. ثم بدأ المواطنون بالبيعة في مناطقهم، فسمو الأمير نايف محبوب من الجميع، وهو صاحب خبرات طويلة مارس خلالها أعمالاً مهمة، وعلى مدى عشرات السنين حتى أصبح وزيراً للداخلية لسنوات طويلة، واستفادكثيراً من أخيه الملك فهد - رحمه الله - ومعروف أن وزارة الداخلية تعد أهم الوزارات وأكثرها اتصالاً وتواصلاً مع المواطنين وإمارات المناطق، ويكفي أن شرائح المجتمع على مختلف أطيافه فرحون باختيار الأمير نايف ولياً للعهد، فإنجازات واهتمامات سمو ولي العهد كثيرة ومتعددة، فقد مول سموه عدداً من كراسي البحث في أكثر من جامعة كلها تصب في حماية المجتمع من الأفكار الدخيلة التي لا تتفق مع معطيات الإسلام وثقافة المجتمع، وفي الإعلام كان له جهود واضحة فقد ترأس المجلس الأعلى للإعلام لسنوات طويلة، وكانت عطاءاته واضحة في ذلك الجانب. وأمام سمو الأمير نايف الكثير من ملفات القضايا المتنوعة، وندعو له بالتوفيق فهو الحريص على دعم مسيرة التنمية والتطوير في مملكتنا العزيزة لما يمتلكه من دراية كبيرة وحكمة وعلم وحلم وأناة، وسيظل نايف حريصاً كما هو دوماً على سمو علاقة الحاكم بمحكوميه من كافة الأطياف والثقافات وهو الصديق والقريب لعلمائنا ومشايخنا ومثقفينا وأدبائنا على السواء وأذكر بالمناسبة بأنني سبق أن كنت موضوعاً في هذه الجريدة عام 2009م بعنوان الأمير نايف الرجل العظيم عند صدور القرار الحكيم من خادم الحرمين الشريفين بتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وأشرت إلى حديث سموه عن هذه المناسبة حينذاك في قوله - حفظه الله - أتمنى أن أكون عند حسن ظن خادم الحرمين الشريفين وثقة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وفي هذه المناسبة أيضاً أشرت إلى كلمة أمينة للمستشار بالديوان الملكي الأستاذ صالح بن طه خصيفان نشرت في كتاب أصدرته جامعة أم القرى بعنوان (أمن وطن في أمير) تحدث فيها عن عمله تحت قيادة وتوجيه سموه خلال أربعين عاماً فقال: إن حديثي عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية- وفقه الله- حديث طويل أختصره بأن أقول: إن سموه الكريم هو معلمي وصاحب المواقف العظيمة التي حظيت من خلالها على الكثير من العلوم والمعرفة في مختلف العلوم الأمنية عملياً وميدانياً، وامتدت المواقف إلى ما يناهز أربعين عاماً، ولازلت أنهل من علمه وفضله وتوجيهه الشيء الكثير وأتمثل في كثير مما يواجهني في هذه الحياة بالصفات التي عرفتها في هذا الرجل العظيم حكمة وعقلاً وصبراً ومقابلة الإساءة بالإحسان وعدم الإضرار بغيره أو الانتقام للذات مهما كلف هذا من جلد ومعاناة لا يقوى عليها إلا القلائل من الرجال الكبار، وقد وهبه الله الكثير من الخصائص التي يهبها لعباده الصابرين المخلصين.. مسترسلاً معاليه أن قلمي يعجز أن يؤدي سموه الكريم حقه من الثناء أو إظهار حوادث ووقائع بعينها وأعماله شاهدة على كل ذلك. لقد بنى جهازاً أمنياً راقياً أصبحنا نفخر ونفاخر به كثيراً من الأمم، قد وصلت الأجهزة الأمنية في عهده إلى مكانة متقدمة ومتميزة. هذا هو الأمير نايف العضد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين حفظهما الله داعين الله أن يمد سموه بالعون والتوفيق داعماً لمسيرة التنمية والتطوير في مملكتنا العزيزة بمعاونة صاحب السمو الملكي نائبه الأمير أحمد بن عدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس ديوان سموه والمستشار الخاص لسموه وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نائف بن عبدالعزيز مساعد سموه للشؤون الأمنية. عاش وطننا عزيزاً شامخاً في ظل قيادتنا الحكيمة ينعم في ظل الأمن والأمان والاستقرار. مقبول بن فرج الجهني