لقد جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتعيين أخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد، قرارًا أثلج صدور المواطنين، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو الذي بقي على الدوام ساعدًا لأخيه خادم الحرمين الشريفين وعضدًا له في كل الملمات الجسام التي مرت على هذا الوطن. لقد كانت وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان حدثًا عصيبًا مر على الوطن وقيادته العظيمة، واهتزت له مشارق البلاد ومغاربها، وشمالها وجنوبها، وخفق له قلبها النابض، وآلم خبرها الكبير والصغير، حتى ضجت له الأكف والعيون والألسن بالرحمة والغفران، فرحمة الله عليه، وأسكنه في مستقر رحمته في روضات الجنات. ولم يكن ليمسح هذه الغمة من صدور الأمة إلا قرار سيدي خادم الحرمين الشريفين بتعيين أخيه نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد، معيدًا للوجوه بسمتها، وللعيون رونقها، وليمسح بيديه الحانيتين دموع الوطن، ويلبسه ثوب البهجة والسرور، ويدخل على قلوب الناس الفرح والحبور. إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف ولي العهد قد آلى على نفسه منذ أن تولى أولى مسؤولياته أن يحمل هم الوطن والمواطنين، وأن يوليهم من الرعاية والاهتمام ما يستحقون؛ ولذا فقد حمل هم الأمن والأمان، وأشاعهما في ربوع مملكتنا الحبيبة، حتى غدت مثالاً يحتذى، وقدوة صالحة لكل مقتدٍ. لقد كان سموه في أول حديث صحافي له بعد توليه العهد واضحًا في تقرير أولوياته، بأن الوطن ورجاله ونساءه هم أولى اهتماماته، وأنه لن يألوَ جهدًا في بناء هذا الوطن وهذه الأمة، معتبرًا أن ولايته للعهد تكليف وتشريف؛ يؤدي من خلالها الأمانة التي كُلف بها، ويتشرف بخدمة خادم الحرمين الشريفين. وهو من موقعه وليًا للعهد ووزيرًا للداخلية يشكل الحصن الأمين والدرع المتين لهذا الوطن، فهو يتمتع بصفات القائد الفذ، وله رؤية واضحة تستند إلى الشريعة الإسلامية السمحة، وتعتبر الانفتاح على الآخرين ضرورة للشراكة مع المواطنين، ومع دول العالم الأخرى، إضافة لما يتمتع به سموه من صفات محببة لمن حوله، كطيب المعشر، وبشاشة الوجه، وعذوبة اللسان، ودقة في المواعيد، وحرص على تنفيذ الأعمال. إن كلمتي هذه بمثابة البيعة مني ومن منسوبي مكتبة الملك فهد الوطنية، على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وعلى ما نحب ونكره، في طاعة الله ورسوله؛ ونسأل الله جميعًا أن يديم علينا قيادتنا الرشيدة، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأن يديمهما ذخرًا وسندًا، إنه سميع مجيب الدعاء. *أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية المكلف