نار الأسعار وحال الأسر الفقيرة

مع نار الأسعار، والغلاء الفاحش الذي طال كل سلعة تجارية غذائية وغير غذائية، أتساءل دائماً، حول ما الذي يمكن أن يفعله صاحب أسرة كبيرة تعاني من قلة حيلتها في توفير جميع متطلبات أفرادها، من مأكل ومشرب وطلبات مدارس، وحاجيات تخص كل فرد والبيت، وأمور كثيرة يضمها جدول طويل من الطلبات التي لا يمكن لأي أسرة أن تلغيها من قاموسها الحياتي، هذا إذا ما علمنا بأن هناك أسراً سعودية لا تملك منازل وتعاني من ثقل الديون والقروض، وارتفاع الإيجارات التي لا تعترف بالظروف الإنسانية، وضعف المرتبات، وفشل أبنائها في نيل الفرص الوظيفية بعد أن درسوا وعانوا الكثير، وبعضهم ترك المدرسة بسبب الظروف المادية والحيايتة الأسرية وهم كثر؟!
أين يمكن لرب أسرة هكذا حالها، يذهب ليشتري ما يسد به رمق أسرته من جوع أو ظمأ فيجد أن سعر السلعة اليوم غير الأمس؟! هل يذهب لجمعية حماية المستهلك؟ أم للبلدية، أم لوزارة التجارة، أم يذهب لبنك ليقترض، أو لجار ليستدين؟ ليغرق في بحر الديون التي ستجره إلى السجن، أم يصبر حتى يموت وعياله من الجوع والحسرة على أفراد أسرته وعجزه عن توفير حياة كريمة لهم، وهو يرى من يكاد أن يموت من التخمة والترف؟
faya11@maktoob.com