بداية أتقدم بالتهنئة لسيدي الأمير سلمان بن عبد العزيز على الثقة الملكية بتعيينه وزيراً للدفاع، فهو قامة وركن من أركان الحكم والدولة في هذه البلاد، والجميع يدرك ذلك، ومن خلال سيرة وحياة سموه المليئة بالعطاءات المختلفة، كنت لا أتصوّر ومعي المجتمع، كيف يمكن أن نتصوّر الرياض بدون إمارة سلمان التي أعطاها من رحيق فكره وجهده حتى تحوّلت طيلة نحو ستين عاماً عاصمة تحتضن ثلث سكان المملكة، والأمير سلمان ليس أميراً لمنطقة تضم العاصمة فحسب، بل هو حاضن وراعي لمنظومة اجتماعية وقبلية متنوعة لسكان منطقة نجد، ولذلك سمِّي بأمير نجد وسمّاه الملك فهد - رحمه الله - بحاكم الرياض. سمو سيدي له مواقف مع الكبير والصغير، مع الأمراء وشيوخ القبائل وكل فئات المجتمع، ويتخذ في الغالب ومن خلال هذه المواقف المصلح والمنقذ، خاصة فيما يتعلق بإصلاح ذات البين والمشاكل العائلية والأسرية، بما يحمي المجتمع والأسرة من تفاقم العلاقات والمحافظة على علاقاتها السليمة، وعدم انفراط عقدها، ليسمح لي القارئ أن أذكر موقفاً لي مع سموه الكريم ليكون مثالاً عن حنِّية ورعاية سموه لكل مواطن، حتى يخيّل إلى كل واحد يحصل له مثل هذا الموقف وكأنه أحد أبناء الأمير سلمان، حيث دخلت عليه بمكتبه - رعاه الله - لشكره على ثقته عند تعييني رئيساً لمركز الجريفة بشقراء، وبعد أن شكرته تقدّمت لسموه بطلب خاص فوافق وطمأنني بابتسامته المعهودة وانصرفت، ولكن سموه لم يكتف بذلك بل أبلغ معالي وكيل الإمارة آنذاك الشيخ عبد الله البليهد وأوكل له تنفيذ الطلب، وبعد دقائق معدودة وكنت أهمّ بالخروج من ديوان الإمارة، إذا بالشيخ عبد الله البليهد يطلبني فوراً، وبعد حضوري أبلغني موافقة سموه واهتمامه وأنه هو المسؤول عن ذلك بموجب التوجيه الكريم فشكرته وانصرفت. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على اهتمام سموه بمنسوبيه وتوفير الرعاية لهم ودعمهم لخدمة الوطن، وتوفير الرعاية الشخصية لكل محتاج، وهنا وبصراحة شعرت أنني أحد أبناء سموه، لأنني حصلت على رعاية خاصة، وهذا بكل صدق ديدن ولاة أمرنا - رعاهم الله - إذ يعتبرون كل المواطنين أبناءهم، وهذه من نعم الله أن هيأ لنا ولاة أمر منا ونحن منهم رحماء بشعبهم تغمرهم المودة والرحمة نحو الجميع. محمد المسفر - رئيس مركز الجريفة بشقراء