توقع وكيل أعمال اللاعبين والمحلل الرياضي صالح الداوود أن تشهد فترة الانتقالات الشتوية رحيل 60% على الأقل من اللاعبين الأجانب المتواجدين حالياً في أندية دوري زين للمحترفين، وعزا الداوود ذلك لظهور السواد الأعظم من اللاعبين الحاليين بمستويات أقل من المأمول وأقل من الدوري السعودي الذي بحسب وصفه يحتاج للاعبين يتمتعون بمقومات فنية عالية وسرعة في الأداء. وأرجع الظهور المتواضع للاعبين الأجانب في أغلب الفرق أولاً لأسباب مادية مضيفا «من أهم أسباب الاختيارات غير الموفقة إمكانات الأندية التي لم تساعد على جلب الأفضل، إضافة لسوء الاختيار وصعوبة تأقلم البعض مع الظروف المحيطة». وحول سوء الاختيار الذي تقع فيه الأندية قال «هناك أسباب جوهرية منها ترك الخيط والمخيط للمدرب تحت شعار الاحترافية، أو لضعف موارد الأندية وبخاصة تلك التي لا تملك رعاة والتي تضطر لجلب اللاعب الرخيص وبالتالي ستكون الفائدة الفنية ضعيفة والنجاح ضرباً من الصدف إذا تحقق». وانتقد الداوود بشدة اعتماد بعض الأندية على المدربين في عملية الاختيار تحت مظلة الاحترافية مشيراً «من وجهة نظري هذا ليس عملاً احترافياً، إنها عملية تخلي عن المسؤولية ومردوده السلبي أقرب من الإيجابي على الإدارة بدليل أن الإحباط يظهر مبكراً وتبدأ عجلة التغيير بعد إهدار المال والنتائج وهو فشل إداري بحت ولا يمكن أن نحمل المدرب المسؤولية ونحن من منحه الثقة للخطأ». وزاد: استمرار الصفقات الفاشلة وبحث الأندية عن التغيير دائماً دلالة على «سوء دبرة» بعض الإدارات، إن أي ناد لا يمتلك لجنة تقييم تقوم بمسألة المدرب ومعرفة الاحتياجات الأساسية سيكون الفشل حليف غالبية اختياراته». وقسم الداوود الأندية حالياً إلى 3 فئات تضم الأولى منها الأندية التي تملك رعاة فيما القسم الثاني الذي يتقدمه الاتفاق تعتمد على مواردها ودعم أعضاء الشرف بينما هناك أندية تفتقر كثيراً للمادة كالأنصار ونجران وهجر، مبيناً أن أندية الفئة الأولى قد تكون تغييراتها الأجنبية في الشتاء محدودة إن لم تكن معدومة وخاصة الهلال والأهلي والشباب إضافة للاتفاق، بينما ستهب رياح التغيير الواسعة على البقية بما فيها الاتحاد. وتوقع الداوود أن يحظى سوق اللاعبين المحليين بنشاط كبير في الفترة الشتوية وخاصة الأيام الأخيرة معيداً توقعه لسيناريو المواسم الماضية، ووجود أكثر من اسم لم يجد الفرصة حتى الآن. وأكد أن رفع الأندية لسقف التعاقدات بدون حوافز ساهم في تراجع مستوى عدد من اللاعبين المحليين رافضاً ذكر أمثلة واكتفى بالقول «أعطني لاعبا انتقل بمبلغ كبير تطور مستواه بعد الانتقال، العكس هو الذي يحدث، الأندية ترفع أسعار العقود ولا تعرف كيف ترفع مستوى اللاعبين الذي لا يأتي إلا بالتحفيز الإيجابي سواء برفع الأجر الشهري أو المكافآت عندما يساهم اللاعب في إنجاز للفريق أو على الصعيد الشخصي وحتى عندما يصل للمنتخب، هناك فجوة بين اللاعب والنادي تبدأ من توقيع العقد وللأسف لا أحد مهتم». وأعاد الداوود اعتماد الأندية على الطيور المهاجرة وعدم الاستفادة من مدرسة النادي لوجود ضبابية عند المسؤولين في الأندية نتيجة لعدم الثقة في الدماء الشابة، وتساءل..إذا لم يجد اللاعب نفسه في الفريق الأول بعد 19 أو 20 عاماً فمتى سيكون ذلك؟، الدوري الأولمبي كشف عن خامات كبيرة في الأندية، ومع ذلك نجد الاهتمام ينصب على اللاعب المتقدم في السن وعلى عمليات الانتقال مع أن الفرق الأولمبية والفئات السنية بشكل عام وجدت لعمليات الإحلال في الفريق الأول. وتابع حديثه: لماذا لا تأخذ أنديتنا العبرة من أندية أوربا؟، رغم المال والميزانيات الضخمة والصفقات الكبيرة إلا أن الأندية هناك تقدم إنتاجها سنوياً بواقع لاعب أو لاعبين على الأقل، إن أي فريق لا يمتلك بين صفوفه 4 لاعبين على الأقل في الميدان من أبناء مدرسته الكروية لن يجد ضالته في الانتدابات الشاملة لأن الانتدابات وجدت لسد النقص وليس لتكوين فريق كامل ما أن يكتمل تأقلمه حتى تحل العقود الجديدة وتبقى نظرة المال هي المسيطرة على العملية. وأكد أن الوعي بأهمية الأجيال الشابة في سوق الانتقالات بات ملموساً من خلال الاتصالات التي ترده وترد زملائه عن اللاعبين الصاعدين من الأندية بما فيها أندية الظل، وهو مؤشر يرى الداوود أنه إيجابي إذا استفادت الأندية من هؤلاء اللاعبين ونفذت برامج تطويرهم بدقة.