حققت المملكة نهضة حضارية تنموية كبرى بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً.. هذا الفكر القيادي الفريد الذي اهتم بالمواطن وجعل كل مقدرات الدولة ومكتسبات الوطن تسخر للمواطن. أرسى دعائمه الإمام الفذ الملك المؤسس طيب الله ثراه، وهذا المنهج المتكامل في الحكم الرشيد ورفعة الوطن ورفاهية المواطن تترجمه مضامين خطاب البيعة التاريخي لخادم الحرمين.. الذي شهد عهده الميمون التأسيس والتدشين للعديد من المشروعات الضخمة في مناطق المملكة كافة. وأتوقف هنا في عجالة أمام واحدة من المناطق الكبيرة والمهمة في مملكتنا الغالية.. ألا وهي منطقة القصيم الجميلة.. التي تقف شاهدة على القدرة الهائلة والاستطاعة غير المسبوقة للإنجاز إلى حدوده القصوى وبالخصوص على مستوى الخدمات والبنية التحتية.. حيث يجد الإنسان نفسه محاطاً بروافد تنموية صلبة جبارة من الصعب اختزالها في كلمات.. فالقصيم منطقة لا يمكن أن تضبط مراقبتك لها وتنميتها على دورة عقارب الساعات بل على دورة عقارب الثواني لأن البناء والنماء في حركة لا تهدأ أبداً ليل نهار وفق خارطة طريق مرسومة بدقة وبوعي وإيمان. والراصد لتاريخ المنطقة يجد أن هناك حدثاً كان له التأثير المباشر فيما وصلت إليه القصيم اليوم من تقدم وازدهار ونماء ورخاء، والحدث كان هو ثقة ولاة الأمر بتعيين الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أميراً لمنطقة القصيم.. فالأمير المبارك فيصل بن بندر معتمداً على الله تعالى ثم دعم القيادة الرشيدة أحدث نقلة نوعية هائلة في تنمية القصيم ورسم ملامح وخطط مسارات تنميتها المعاصرة. لقد عمل فيصل بن بندر بتفانٍ وإخلاص مع أبناء المنطقة المخلصين نحو عقدين من الزمن فكانت الثمرة اليانعة منطقة جذابة تزهو بوجهها الحضاري البهي المضيء.. إن المتابع لمسيرة الأمير فيصل بن بندر يجدها زاخرة بالمنجزات التي يقودها الفكر المبدع والنظرة الطموحة والعمل المتواصل.. ولا شك أن ما تم منذ تولي الأمير فيصل بن بندر من منجزات تعد «مرحلة تنموية استثنائية» في تاريخ القصيم الحديث. ولست هنا بصدد رصد إنجازات سموه مع أهمية ذلك بل إن قراءة متأنية في أبعادها لما يستحق الدراسة ولكني أردت أن تكون هذه الأسطر تعبيرا صادقاً عن مشاعري التي لا أملك إخفاءها.. كما لست الأعرف أو الأقرب لجهود الأمير فيصل بن بندر ولكني أتابع ذلك وقد استمعت إليه في لقاءات عديدة اتسمت بالقدرة النافذة العميقة وطاقة على الاستخلاص وإعادة توزين المعطيات بموضوعية مدهشة. الأمير فيصل بن بندر جانب ثري وغني للحديث.. وأعرف أن سموه لا يحب المديح ولا يهفو إليه بل إنه يرفض الثناء على ما يقوم به من إنجازات مهمة.. ولكن هذه تحية من محب معجب يريد أن يعبر عن قناعاته وإعجابه وتقديره الجم بهذه الشخصية الوطنية الجليلة تداعت في نفسي بهذا الشكل، فرغبت في أن تصل كما جاءت.. فالحمد والشكر لله على فضله ونسأله سبحانه أن يحفظ لبلادنا قيادتها وأمنها وعزها ونماءها.