ترك بطل إيطاليا نادي إيه سي ميلان أرضية ملعب الأولمبيكو في العاصمة روما يوم السبت الماضي متجهاً إلى المطار، وأفراد بعثته تملؤهم السعادة، كيف لا وقد ظفر الفريق بثلاث نقاط مهمة في مشوار المحافظة على لقب الدوري من أمام ذئاب روما بعد مباراة دراماتيكية انتهت بانتصار ميلان بثلاثة أهداف مقابل هدفين لأصحاب الأرض، إلا أن الأفراح انقلبت أتراحاً بمجرّد أن استقرت طائرة الفريق في مطار مالبينسا في مدينة ميلانو؛ حيث سقط نجم هجوم الفريق الدولي (أنتونيو كاسانو) فجأة ودون سابق إنذار بين زملائه دون قدرة على النطق أو التحرك ما أثار ذعر زملائه، فحمله زميله في الفريق جانلوكا زامبروتا بسرعة البرق إلى مستشفى (بولي كلينيكو) الشهير في ميلانو، حيث نقل اللاعب إلى قسم الأعصاب في المستشفى وخضع لفحوصات في القلب والمخ. ونظراً لامتناع إدارة ميلان عن التعليق على الموضوع حتى خروج التقارير المؤكدة، انتشرت الشائعات في كل وسائل الإعلام الإيطالية بشكل مربك ومفزع لمحبي اللاعب والنادي، ساعد على ذلك تأخر خروج نتائج الفحوصات نظراً لحيرة الأطباء في اكتشاف ما أصاب اللاعب الشاب (29 عاماً) بشكل مفاجئ بعد مشاركته الفاعلة والطبيعية في مباراة فريقه الأخيرة دون أن تبدو عليه أي آثار اعتلال أو مرض، إلا أن وكالة (إنسا) الإيطالية ذكرت أن ما أصاب كاسانو ناجم عن تعرضه لجلطة دماغية من نوع معين تحصل عندما يرتفع ضخ الدم في جزء من المخ ما يؤدي إلى ضرر في الأنسجة. إلا أن إدارة ميلان خرجت أخيراً ببيان صحفي نشرته على الموقع الرسمي للنادي في الإنترنت كشفت من خلاله عن حالة كاسانو ونتائج الفحوصات، وهذا هو نص البيان: «طبقاً للتقارير الطبية الصادرة عن المستشفى، فقد عانى كاسانو من نقص تروية دموية في الدماغ، وكشفت الفحوصات الطبية والعصبية التي دامت ل72 ساعة أن المنطقة المصابة في المخ لم تُعانِ من أي مشكلات عصبية، حيث كان السبب في تلك الحالة هو انفتاح ثقب في الحاجز الأذيني للقلب -الذي يكون مفتوحاً فقط في الحالات الجنينية ويغلق بعد ولادة أي طفل بعدة أيام أو أشهر- ولم يُكتشف إلا بعد فحوصات دقيقة، وسوف يخضع اللاعب خلال الأيام القليلة القادمة لجراحة بسيطة من أجل إغلاق ذلك الثقب، وعلى إثر تلك الجراحة سيتم تحديد الفترة الدقيقة التي سيكون كاسانو بحاجة لها للتعافي، ويُتوقع أن تستغرق عدة أشهر». ويذكر أن العديد من الشخصيات الكروية في إيطاليا زات اللاعب في المستشفى، سواء من زملائه في الفريق أو المنافسين مثل أنتونيني وباتو وباتزيني وماتيراتزي، ومن لم يستطع الزيارة بعث بدعواته القلبية لأنتونيو بالشفاء مثل الأسطورة مارادونا، ونجم يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو، ونجم مانشستر سيتي سمير نصري وغيرهم، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.