هو الشاعر الكبير صحن بن قويعان بن عواد الجبلي المطيري من كبار الشعراء في الخليج العربي ولد سنة 1348ه عاش جزءا كبيرا من حياته في البادية متأثرا ببساطة الحياة وشفافيتها وصفائها ثم عايش مراحل الانتقال من حياة البداوة والتنقل المستمر إلى الاستقرار,, قصائده صور واضحة لحياة البادية وكأنه يعرض أمامك فيلما وثائقيا خاليا من المبالغات والخدع السينمائية وذلك بما تحمله قصائده من واقعية طرق جميع أغراض الشعر وأبدع واشتهر بشعر الغزل العفيف,, معظم قصائده ليست طويلة وتتسم بغزارة المعاني والابداع المركز في شعره,, وابيات الحكمة كثيرة في قصائده مهما كان غرض القصيدة ومن ذلك قوله: لا صار ما طيب الولد من ذراعه لا يفتخر في ورثته من جدوده الورث بالليل والنخل والزراعة والطيب كل قدحته من زنوده ما حدٍ يخل الطيب لابنه وداعه لا صار باعه قاصر عن عدوده وكذلك قوله اثناء وجوده في مستشفى حفر الباطن إثر وعكة صحية: نرغب الدنيا وهذي فعايلها ما عمر فيها دمر كود ثنتيني صدقة تجري وباكر اتحصلها وصالحٍ يطلب من الله لك الزيني من عطاه الله له ايام كملها اطلب الله يوم نصب الموازيني يوم تدري كل نفس بحاصلها تشخص الابصار والدرب دربيبني ومن قصائده في شد يد البدو وتفرقهم مع مواطن الربيع: لا والله إلا بينن النعايم والقيض راح اللي علي معروفه البدو شدو قشهم بالحزايم متولمين للعنا والكلوفة يا ليتهم من بين حر وسمايم والبل على ليلة يجيها احفوفة ما يشلعون عن المقام الردايم وارويهم بأقصى الرواق محذوفه عدٍ سقتك امروحات الدهايم سيل على سيل تهشم اقنوفه حيثه يلم امقطعين الخرايم وكلٍ شفاته من قريب يشوفه يرتاح قلبٍ مثل قلب المهايم قلبٍ حزينٍ كاثراتٍ اصدوفه اسهر ولي امغفل القلب لايم وانا ظروفي تختلف عن ظروفه ماذاق حب امرودعات الوشايم وفرقى الضحى ما صفقت في كفوفه وانا علي من المقاسيم دايم غارات بقعا ما تنوي نكوفه بين الحسود وبين راع النمايم راح العشير اللي عليه الحسوفه نحن في هذا الزمان نتضجر من أيام الصيف وحرارة الجو وبعض منا يسافر إلى المناطق الباردة وفي السابق كان فصل الصيف هو موسم تجمع الناس على آبار المياه العدود متقاربين من بعض، وكما قال شاعرنا كل شفاته من قريب يشوفه وهذا ما جعله يعترف بالفضل لأيام الصيف والقيض راح اللي علي معروفه ولكن الآن وبعد اضمحلال حياة البداوة وبعد ان اصبحت المياه تتنقل مع أصحاب الماشية بواسطة السيارات وبعد كثرة الآبار الارتوازية الحديثة أو الاقلام كما يسميها البعض فماذا سيقول شاعرنا بعد ان يطول انتظاره عند العدود التي يعهدها اقرؤوا ما قاله: ازريت من عد الليالي والأيام وانا اتحرا اللي بعيد يجون هذا شهرهم يوم وردوا به العام اليوم هل وزل ما جاب لون لا عاد يوم صار به فتح الاقلام ودم العدود اللي تلم الضعون ليتك دريت بغاية القلب يا حزام واسباب سهري يوم تسهر عيوني انا بلاي اللي به القرب مادام تمادت الايام دونه ودوني غض جذب قلبي بحلو التبسام ورقراق سود يخلفن الذهون يا كثر ما اطلبته على حاف الاقدام ويا ما عصيت اشوار ناس نهوني يا ناس انا في ناهب القلب ما انلام اما انصفوني منه والا اتركوني الحب ما هو منكر بدين الاسلام ما دامني به مبتلا سامحوني شاعرنا صدر له ديوان اسمه تعبير عما يحوي الضمير وهو إضافة ثرية لمكتبة الشعر الشعبي بما يحمله من توثيق لتجربة رائدة وقد افرد المعد صفحة كاملة للحديث عن العلاقة الاخوية والصداقة المتينة بين شاعرنا بن قويعان وعلم آخر من أعلام الشعر ألا وهو الشاعر الكبير محمد بن خلف الخس او البستان كما اسماه الملك عبدالعزيز فهما روحان في جسد واحد طالما آثر احدهم صاحبه على نفسه يقول ابن قويعان مبينا مدى هذه العلاقة: اخذنا ورى خمسين حجة ما هيب ادون يبدي هوى نفسي وشفي على هواه وانا ما تهنا في منامي وهو مشحون تفرحني افراحه واشاكيه في شكواه اخفي على غيره وابين له المكنون يومنه صدوقٍ بالصداقة واعرف اقصاه ويقول الخس مبينا تقديره ومعزته لأخيه ابن قويعان يا صحن لو يذكر ادواك بالصيني كان جبته لو يقولون باقصاها حيثك اغلا من عيون تقديني! رفقتك يا بن قويعان ما انساها ومن المساجلات الكثيرة بينهما هذه القصيدة التي يسندها شاعرنا علي الخس: يا بوخلف ليت الليالي تعودي اللي مضت ما طابت النفس منها العمر ينقص والليالي تزودي وشي يفوت من اليدين يغبنها فاتت عليه مثل حلم الرقودي والوم عمر لذته مامكنها انا احسب ان العمر ما له احدودي واقول ابا امدي للسنين برسنها ويوم انتبهت وجيت ابا انكس اردودي قالوا عن المقفي بعيد وطنها ما كنها مرت ليالي السعودي اللي تركنها ارزاقنا من جهنها كم ليلة ملغي عليها شهودي إلا الذي ساوى العقول اوزنها واخفي عن الغالين سر السدودي ما عندي اغلى منك ما اخبرك عنها!! إلا إلى جاء النفس شيء يكودي اخبرك يا مشكاي في ما شحنها إلى ردت هقوت ردي الزنودي وردتني حوض يبرد حزنها عساه يسقي يوم ورد العدودي هاك السنين اللي نسينا لحنها ويرد عليه الشاعر محمد الخس بهذه القصيدة: جاني جواب مثل نظم العقودي عقود القماش اللي ربح من خزنها من واحد عندي عزيز وزودي لو كان عني بعض الأشياء دفنها اللي يباشي ما هو بالوجودي شاف المنازل خاليه من سكنها قام ايتذكر ماضيات العهودي ايام عجان الصبا هو تمنها يوم ان طيره بالطلوع امهدودي هذيك شاطنته وهذي شطنها يطلع عليهن مثل طلع الجرودي لا ما ضمن ثنتين وحده ضمنها من ذاق حب موردات الخدودي حتى حياته في هواهن رهنها لا صافحن بخدود مثل الورودي تسوى بعينك شامها مع يمنها وديوان شاعرنا يحتوي على الكثير من المساجلات مع الخس وغيره من الشعراء ويغلب على بعضها طابع الطرافة والفكاهة. أخيرا اترككم مع هذه الرائعة من قصائد ابن قويعان: جيت المكان اللي هاك الحين جيته وذكرني اللي جيت يمه وجاني وقفت جيبي عند منزال بيته بانٍ عليه من الطعوس ابنياني ابي موار خابره ما لقيته اللي يقين انه بهذا المكاني إلا طويل وزنهم كل رقيته يشهد علي بما تلفظ لساني هذي رسوم ديار حي شكيته اقفت به الدنيا تدق الغواني قالوا تود مواجهة قلت ليته لو بس مره كل داير زماني وإلى خذا سري وسره خذيته نصبر برجوى داير الحول ثان الى بغيت اقول راح ونسيته تذكر علي لدته لا وطاني ينعاج لي عن حاجته ما ودعيته ياخذ عليه في غلاه امتحاني يبايقاصيني مثل ما قصيته هاك النهار اللي بعيد ارمضان يوم اني ازعل كل حيه وميته من شان نصاب بغاه وكواني يقول لي في والدي ما بغيته ودموع عينه مثل صب الغشاني وإلى حلف دينه وامينه نفيته ينفي لساني والدليل ايهداني الغيض ينفى واردعه واستفيته والقلب يمه من غلاه ايحداني مثل الهليك من الضماء لا حديته الياشاف حدار الدلي والسواني يا ما قصرت الرجل عنه ورعيته ويام عديت بدرب اهله اعدياني واليوم كل حبال وردي طويته الياس قنعة يا طوال اليماني اللي لقوا كل القبايل لقيته الحيل واني والبعيد امتداني سود الليالي تظهره لو كميته اتبينه في قومتي واقعداني ما باقي كود العصا ما خذيته حتى محمد ما الحقه لو عصاني يا الله يا ماين على ما عطيته انك تعوضني نعيم الجناني أرجو ان اكون قد قدمت ولو شيئا يسيرا عن أحد شعرائنا الشعبيين الذين نفتخر بإبداعاتهم الشعرية وشكرا للجميع.