الغفلة داء يبتلى به بعض الناس، فيكون بذلك خارج الشعور بما يدور حوله,, بل قد يجهل الهدف من وجوده على وجه الارض. وهذه الغفلة اذا تمكنت من الفرد اصبح الفرق بينه وبين الحيوانات فرقاً لا يذكر، فالميزة التي خص الله بها الانسان هي العقل الذي به يدرك ما يجري حوله من الاحداث ويعي اسبابها ونتائجها، والمطلوب منه تجاهها، بل يدرك السبب الرئيس لخلقه. وهذه الغفلة قد تأتي بسبب الجهل وقد تأتي بسبب الكبر والتعلق بالشهوات فيصرف الله عنه معرفة الحق والهداية اليه قال الله سبحانه: سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين الاعراف 146 . وتعظم المصيبة اذا كان ضحايا مرض الغفلة كثيراً من افراد المجتمع او شعوب الامة، ذلك ان المرض يكون قد استشرى، والعلاج اضحى عسيراً، الا ان يمن رب العزة والجلال بمن يوقظهم من رقدتهم، ويدلهم على سبيل الرشاد. ولن يستقيم حال انسان، ويبلغ مرتبة الامامة في الدين الا بالصبر واليقين كما قال الله تعالى: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون السجدة 24 ، قال اهل العلم: فالصبر عون للعبد على الشهوات، واليقين عون له على الشبهات اما علاج الغفلة وحالات الاضطراب النفسي فهو بذكر الله وقراءة القرآن العظيم وتدبر آياته، وطلب العلم الشرعي من طرقه المعروفة. قال الله سبحانه وتعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب , الرعد 28 ,, جعلنا الله جميعاً ممن يتدبر آياته ويعيها ويعمل بها، انه سميع مجيب.