رحم الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وغفر له، وأسكنه فسيح جنَّاته، فقد الوطن والأمة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع رجل فذ وقائد عظيم ومسؤول محنك وإداري ناجح، وفوق كل هذا إنسان كريم باذل للخير والعطاء متلمس لاحتياجات الناس داخلياً وخارجياً كل نَعم بعطاءاته ومكرماته ومساعداته. إن فقده خسارة كبيرة للأمة فهو ليس أمير فقط وليس وزير فقط وليس مسئول فقط بل هو كل هذه وأكثر. لقد كان وزيراً ناجحاً وإدارياً مميزاً واقتصادياً واعياً وسياسياً محنكاً شارك منذ نُعومة أظفاره في إدارة قطاعات الدولة في حياة والده - رحمه الله - وبعد ذلك مع إخوانه الملوك - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومتعه بالصحة والعافية. لقد كان ناجحاً في كل أعماله ومتميزاً في كل مساهماته - رحمه الله - لا تبحث عن مجال في أعمال الدولة إلاَّ وتجد لمساته وبصماته عليه دليلاً على فكره ومقدرته وقدرته وعمق تفكيره واتساع مداركه. وفي عنصر الحياة (الماء) بذل سموه جُل اهتمامه وعنايته له أيما بذل واهتمام مؤكداً على أن (الماء) هو حياة الشعوب ويجب الاعتناء به فأنشأ معهد الأمير سلطان لأبحاث الصحراء والماء والبيئة في جامعة الملك سعود، كما أنشأ جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه وأعطاها من وقته وفكره الكثير للعناية بالماء وتوفيره للعالم وتعزيز الأبحاث العلمية العالمية لإيجاد الحل الشامل لندرة الماء وتوفيرها بأقل التكاليف الممكنة للإنسان أينما حل ولا أدل على ذلك جائزة سموه - رحمه الله - العالمية للمياه والتي أثبتت تميزها وتواجدها على مستوى العالم وحاز عليها عُلماء وباحثون عالميون ساهموا في إعداد دراسات متعمقة لإيجاد الحلول الممكنة لمشاكل المياه وندرتها وقد حققت الجائزة مكانة عالمية لما تعنيه في محتواها الإنساني والأخلاقي. كما أن مساهمات سموه الخيرية أكثر من أن تُحصر أو تُحدد فهو الباذل الكريم وخير شاهد على ذلك هو دعمه الكبير لجمعية الأطفال المعوقين ومشاريعها ومراكزها التي تقدم خدماتها الإنسانية للأطفال المعوقين في المملكة والتي توسعت أنشطتها وأعمالها الخيرية بسبب هذا الدعم الكبير والمستمر لسموه - رحمه الله - كما لا ننسى إنشاؤه لمدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية والتي أُقيمت على أفضل المواصفات العالمية لتقديم كل الخدمات الطبية العلاجية للمحتاجين. كما أنه - رحمه الله - يُنفق من يمينه دون أن تعرف شماله والشواهد كثيرة فكم من عائلة آواها في منزل بشرائه داراً لها، أو قدم المال لتضميد حاجات الفقراء أو أمر بعلاج المرضى، وكم أعتق من الرقاب وساهم في بناء المساجد ودور العبادة وهذا شمل الداني والقاصي المواطن والمقيم داخل المملكة وخارجها. إن تِعداد مآثره ومكارمه لا يمكن حصرها وتحتاج إلى مجلدات كبيرة عزاؤنا أنه انتقل إلى رب رحيم غفر الله له وأسكنه فسيح جنَّاته، كما نعزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأصحاب السمو الملكي إخوانه وأبناؤه خالد وبندر وفهد وفيصل وتركي وسلمان وجميع إخوانهم وأخواتهم - حفظهم الله جميعاً -. اللهم اغفر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وارحمه واسكنه فسيح جنَّاتك واجعله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة