بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى تلقينا الخبر الصادر من الديوان الملكي بنعي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي انتقل إلى رحمة الله فجر يوم السبت الموافق 24/11/1432ه إثر مرض عانى منه - يرحمه الله - نرفع التعازي لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والأسرة الحاكمة والشعب السعودي النبيل سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، ويعتبر رحيل الفقيد فقداً للأمة والعالم لأحد من أبرز القادة، حيث جند نفسه رحمه الله لخدمة دينه ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء. لم يكن رحمه الله رجل دولة فحسب رغم كونه كان ركنا لكل جزء من كيان هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً فهو تعدى ذلك كله بأن كان أبا رحوماً عطوفاً لم يترك في الخير جزءا، إلا كان هو الكل فيه، لذا ارتبط الخير باسم سلطان الخير، كان إداريا ناجحا بدأ من توليه إمارة الرياض عام 1366ه إلى أن تولى ولاية العهد عام 1426ه وكذلك توليه لرئاسة عدة مجالس ولجان داخلية وخارجية، ولو أردت أن أحصي الأوسمة والأوشحة والشهادات التقديرية التي نالها لما أسعفني الوقت، ولكن يكفيه أعظم وسام ألا وهو حبه لنا وحبنا له. أما أعماله الخيرية لم تقتصر على الداخل بل امتدت لكل أنحاء المعمورة، ومن أبرزها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة. كان رحمه الله يحرص على دعمه لحفظ القرآن الكريم ومن ذلك توجيهه الكريم قبل وفاته بأربعة أيام باستضافة الفائزين بالمراكز الأولى في جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين في دورتها السادسة لأداء فريضة الحج لهذا العام 1432ه. كان الداعم والمهتم بالمشروعات العلمية والبحثية لأنه يؤمن رحمه الله بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الإنسانية، لذا دعم سموه العديد من المشروعات العلمية والبحثية في الداخل والخارج، وكذلك دعمه يرحمه الله لعدد من الكراسي والبرامج والجوائز العلمية. رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعزائنا وجود أبو متعب وإخوانه الأكارم وأبنائه الذين نرى تواصل عطائه في كل مواطن سعودي فلقد غرس فينا بما قدمه من حب للوطن وإخلاص مواصلة المسيرة على النهج الحكيم لبلادنا المعطاءة فله منا خالص الدعاء بالمغفرة والرحمة والرضوان من رب العباد وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والأسرة الحاكمة والشعب السعودي النبيل. *المشرف الثقافي بالملحقية الثقافية السعودية بدمشق