سيدي سلطان.. لم يكن رحيلك عن هذه الدنيا خبراً عادياً، ولا حدثاً هادئاً، ولكنه جرح كبير، وألم غزير. لقد اختارك الواحد الأحد الفرد الصمد. سيد الجود، وفخر آل سعود وكل مواطن في أرض الجدود، وكل عربي ومسلم بالوجود.. سلطان القلوب في كل حدب وصوب.. رحلت عنا وأنت الكل منا.. سلطان الخير واصلت المسير.. خدمت الوطن، وتحديت المحن.. سلطان العيون.. فقدك لا يهون.. نحن نعرف من تكون؟ أنت أبو الأيتام وواصل الأرحام. سلطان القوة ورجل المروءة. أبا خالد أنت للشعب والد. سيد المكرمات ورجل المهمات. مكانك عال، وشخصك غالٍ. عليك رحمة الله وعفوه ورضاه. أثابك المولى كثر ما قدمت يمينك، وكثر دعاء محبيك. لك منا الدعاء، ولك منا الوفاء. هنيئاً للأرض التي ترعرعت فيها ومشيت عليها وحميت حدودها وسهولها وروابيها. هنيئاً للتراب الذي يحتضن جسدك الطاهر يا مَنْ للأعداء قاهر، وعلى الوطن وأهله ساهر. سلطان الحب.. عرفناك أميراً وعهدناك كبيراً. عرفناك متواضعاً، وعن الحق مدافعاً، وللعزائم رافعاً عطوفاً نافعاً. عرفناك عن قرب رجل سلم وحرب. نعم يا سيدي، فقدناك، وهذه إرادة الله، وبالدعاء ودَّعناك. نم قرير العين؛ فالوطن بخير، والشعب خلف مليكه يسير. الأمانة مصونة، والكرامة مضمونة، والأعمار للوطن مرهونة.. وداعاً معين الأرامل. وتعزية من القلوب البيضاء إلى ملك العطاء وإلى أفراد الأسرة الأوفياء الكرام الأصلاء: تغمد الله سلطان بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنته، وصبَّر على فقده أهله ووطنه وأمته.