لقد بكت القلوب قبل أن تسيل الدموع كيف لا، لفقدان ورحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لقد فقدت سلطان الخير وسلطان الكرم وسلطان الدولة والسياسة كما عرفتك وعرفها عنك كل من عرف سلطان، كل ما نقوله أن نرفع أكفنا بالدعاء وندعو لك دعاء المخلصين من قلوبهم والدامية عيونهم لك بالرحمة والغفران وأن يسكنك جنات النعيم، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة قدير، لقد كان لفقدانك ورحيلك يا سيدي أباخالد أكبر المصائب والأثر الكبير لهذه البلاد التي فقدت رجلاً وإنساناً مثل سلطان، إنها تعجز الأقلام وما تتلفظ به الألسن مما قدمت لوطنك وللعالم أجمع سواء في المملكة العربية السعودية التي أنت من أوفى أبنائها وأخلص مسؤوليها بالقول والعمل عندما اسندت إليك المسؤولية، لقد تركت لوطنك وللضعفاء والمساكين الذين أصابهم الحزن على فراقك بما تمد يداك وعاطفة قلبك على الضعفاء والمساكين، هذا بالاضافة إلى مشاريعك الخيرية التي لا تقصد بها لا مديح ولا رياء إلا لوجهه تعالى،فستبقى يا سيدي على مر الأيام والدهور في عقولنا وقلوبنا كما عرفناك وأتمنى من كل قلبي أنك تشاهد وتسمع ما قيل عنك في كافة الدول الإسلامية والغربية وحتى الصديقة الذين يعرفون في السلطان الرجل المحنك ورجل السياسة ورجل الملك بلا تتويج فشكراً من قلوبنا لهم لتقديم تعازينا فيك رحمك الله، لأنك من الرجال الذين أقولها بلا رياء ولا تزلف لم تنجب النساء كسلطان - رحمه الله - لقد فتحت قلبك ومددت يدك وكرمك لكل من قصد سلطان سواء لمحتاج أو معوز أصابته الدنيا وهذا الكل شاهد عليه بأفعالك ومواقفك النبيلة وحتى في كل المحافل الدولية تكون أنت رجلها الأول وهذا كما قد شوهد من أقوالك وأفعالك التي تركتها لنا فلتهنأ يا سيدي بذكراك التي لن تغيب عن كل مواطن في هذه البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وختاماً أعزي نفسي وأرفع لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وإخوتك وأسرتك الكريمة وأبنائك الأمراء الذين سيعتزون ويفخرون بما خلفت لهم لا من مال ولكن بذكراك وحب كل فرد في هذا الوطن لسلطان، أسكنك الله فسيح جناته وغفر الله لك وجعلك بجنات النعيم (إنا لله وإنا إليه راجعون).