تلقينا نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وها هي صفحة من النقاء والعطاء تطوى، وإن ألسن الضراعة تلهج إلى ربها وأكف الدعاء ممدودة ضارعة بأن يرحم الله عبده سلطان وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما قدم إليه خيراً مما قدم منه. لقد شهد لسموه القاصي والداني بحب أعمال الخير والعطاء، ذلك لأنه كريم اليدين، بسط الكفين، فسيح الجناب، جم الأفضال، سخي النفس عفو الخاطر، لذلك أطلق عليه سلطان الخير. وإنني أتخيل الآن مقدار الحزن الكبير على مجتمعنا الأصيل حينما تلقى نبأ رحيل الأمير سلطان لأن هذه المحبة لسلطان الخير لم تأت من فراغ أو خبط عشواء وإنما هي نتاج طبيعي لما قدمه رحمه الله لوطنه وشعبه وأمته من تفانٍ في القيام بأمانة التكليف وسعي دؤوب على مدى سنوات طوال لخدمة هذه البلاد التي شرفنا الله بالانتماء إليها وارتوينا بحبها. إذ ظل رحمه الله سنداً وعضداً لإخوته الميامين في مختلف المناصب التي تقلدها ولعلي هنا أشير إلى وزارة الدفاع والطيران التي تولاها وقاد دفتها إلى بر الأمان في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد آنذاك حتى وصلت بنا الحال إلى مستوى متقدم نفخر به في جميع القطاعات تدريباً وعتاداً وتجهيزاً وإعداداً.إن سمو الأمير سلطان وإن غابت روحه عنا فإن أبوته الحانية لن تفارقنا يوماً، وابتسامته التي تخفق لها القلوب لم ولن تحتجب عن أبناء شعبه ولا ساعة من نهار وهذه الابتسامة وجه آخر من وجوه معروفه وبرّه فعلى الدوام هو طلق المحيا بشوش الوجه كأنك تعطيه الذي أنت سائله. رحمك الله يا سلطان الخير والعطاء والقلوب.. وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . م. إبراهيم بن محمد الخليل