لقد فقدت الأمة العربية والإسلامية شخصية سعودية عربية وإسلامية وعالمية مخلفاً وراءه سجل حافل من العمل الوطني والعربي سياسياً وإنسانياً سيظل شامخاً ولن ينقطع ضمن الأعمال الدنيوية باعتبارها صدقات جارية فلقد كان حبه للخير وفعله من سماته الكريمة، فقد جبل على مساعدة الآخرين فمن يصل إليه لا ترد حاجته فكم من أيتام كفل، وكم من أرامل انتشلهن من البؤس والحرمان وكم من الفقراء جعل لهم رافداً مالياً من ماله الخاص، لقد شهد لسموه القاصي والداني بحب أعمال الخير والعطاء ذلك لأنه كريم اليدين، بسط الكفين فسيح الجناب، جم الأفضال، سخي النفس، عفو الخاطر، لذلك أطلق عليه (سلطان الخير) حبه ترسخ في قلوب الملايين ولم يأتِ ذلك من فراغ وإنما هو نتاج طبيعي لما قدمه - رحمه الله- لوطنه وشعبه وأمته من تفان في القيام بأمانة التكليف والسعي الدؤوب على مدى سنوات عمره لخدمة هذه البلاد التي شرفنا الله بالانتماء إليها وارتوينا بحبها. ظل - رحمه الله- سنداً وعضداً لإخوته الميامين في مختلف المناصب التي تقلدها، فإن غابت روحه عنا فإن أبوته الحانية لن تفارقنا يوما وابتسامته المعهودة التي تخفق لها القلوب لم ولن تحتجب عن أبناء شعبه. لقد كان - رحمه الله - واحداً من الرجال العظام ممن عملوا بجد وإخلاص في بناء مؤسسات هذا الوطن لا سيما المؤسسات الخيرية التي تجسد حبه للعمل الخيري والإنساني وقد شملت مشاريعها أغلب مناطق المملكة ثم امتدت إلى خارج المملكة حتى أصبحت بالفعل مثلا يحتذى به في العمل الخيري والإنساني مشاريع وبرامج يشار لها بالبنان - رحمه الله - سوف تبقى أعماله خير شاهد على تاريخه وكرمه ومبادراته الإنسانية العظيمة وحبه لوطنه، هكذا شأنه شأن الرجال العظماء هم من تبقى أعمالهم الإنسانية والخيرية تعطي وتثمر وهو في قبره، فعطاؤه لا يتوقف عليه حيا وإنما يبقى بعد مماته، عملا بقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، وصدقة جارية، وولد صالح يدعو له» فالمشاريع الخيرية صدقة جارية إلى الأبد بحول الله وقوته، ومشاريعه العلمية شملت المملكة داخلها وخارجها، وكلنا أبناء له نتضرع لله عز وجل أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن كل أعماله خير الجزاء إنه سميع مجيب. وفي النهاية لا نملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره، مبتهلين إلى الله عز وجل أن يتغمد فقيد هذه الأمة الأمير سلطانن عبد العزيز - يرحمه الله برحمته الواسعة - ويدخله جنات النعيم، وأن يلهم الأسرة السعودية الكبيرة وخادم الحرمين والأسرة المالكة جميعا، والأمة العربية والإسلامية الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض