للحرب الدائرة في أفغانستان أوجهها وجوانبها المتعددة والمختلفة كما اختلفت طرق التعبير عنها وتناولها من فرد إلى فرد فهناك المحللون العسكريون وهناك الباحثون الجادون وخبراء الاستراتيجية والسياسة ويوجد رسامو الكاريكاتير. ولأن الكاريكاتير فن السخرية والتهكم تابع رسامو الكاريكاتير في الصحف المصرية الحرب في أفغانستان لحظة بلحظة، وأبرزوا في رسوماتهم المفارقات والمواقف التي تبدو هزلية من وجهة نظرهم، فقد قدمت الحرب لهم الأفكار جاهزة لممارسة فنهم التهكمي والسخرية من كل شيء. ففي بداية الحرب قدم الثنائي أحمد رجب ومصطفى حسين في صحيفة الأخبار كاريكاتيراً من أفكار الأول ورسومات الثاني عبارة عن صورة للرئيس الامريكي بوش وخلفه العلم الأمريكي مدلى وهو يتحدث بتأثر بالغ ويطالب بضرورة الاسراع بالحرب لأنه يوجد تقرير وصله يقول بعد خمس أو ست سنوات سيصبح الأفغان أكثر من البني آدميين. وفيما تحمل هذه الرسومات مفارقة الحيرة والقلق والبحث عن حل عبّر الثنائي مصطفى حسين وأحمد رجب عن مفارقات أخرى عند بدء الحرب فعلياً ففي الوقت الذي انطلقت فيه الضربات وتزامنت مع إرسال معونات غذائية ومشروبات للشعب الافغاني رسم مصطفى حسين كاريكاتيراً بعنوان معونات غذائية أمريكية لأفغانستان وقام برسم مبنيين عليهما العلم الأمريكي الأول مطعم والثاني مجزر آلي والشعب يخرج من المطعم ليدخل المجزر الآلى، وفي رسم آخر رسم ثلاثة أشخاص من الأفغان يجلسون على قمة جبل وأحدهم يقول للثاني تشرب إيه ياعبدالله.. بيرموا شاي معطر، بينما الثالث يطلب اثنين شاي وكوتشينة. إنسانية أمريكا وفي شكل ساخر أيضاً أظهر كاريكاتير بعنوان إنسانية أمريكا أحد الطيارين الأمريكان يعلق على رفض أفغانستان للمعونات الغذائية بسؤاله عن أي طعام يفضلونه فيرد عليه أحد الأفغان أنه يحتاج شيئاً مسلوقاً لأنه عامل ريجيم وتحت نفس العنوان إنسانية أمريكا حمل كاريكاتير تعليقاً على قتل الأطفال رسماً لجندي امريكي وهو يقدم لبوش نموذجا لصاروخ صنع بشكل جميل ولطيف وعليه صورة طفل مؤكداً له ان هذا الصاروخ تم صنعه خصيصاً للأطفال أحباب الله. وفي جريدة الجمهورية رسم فنان الكاريكاتير سمير صورة للعلم الأمريكي وعليه كتب V.S وأظهر كاريكاتير آخر ثلاث قنابل مشتعلة وفي طريقها للانفجار وهي أمريكا وبريطانيا ودول التحالف وغضب الشعب أما القنبلة الثالثة فقد كتب عليها رعب الجمرة الخبيثة.