في فيلم أمريكي شاهدته قبل عشر سنوات، لا أتذكر اسم {الفلم}، بقدر ما أتذكر التفاصيل للقصة والسيناريو، الفلم يحكي عن رجل مسيحي أصولي متطرف، يعمل في حقل التدريس، استطاع عبر مفاهيم متطرفة أن يزرع نوة شريرة بكراهية متطرفة للمسيحية بين طلاب مدرسته، استغرقت الحال سنوات طويلة، تحولت الكراهية من معاداة للديانات الأخرى، عند المعلم ومن ثم الاحتقان عند تلامذته لدرجة الثقة العمياء المعطلة لأعمال العقل في التفكير فيما يود أن يأخذهم إليه معلمهم، انساقوا وراءه كالخراف حينما تمت تربيتهم وتسميم أفكارهم. وفق ايدولوجيا متطرفة. فامتلك أفكارهم وأضحى هو المنظر لهم والأب الروحي في منحهم إرشاداته وتعاليمه الإجرامية، التلاميذ شبوا عن الطوق أصبحوا كباراً، ومع ذلك لازالت قواهم العقلية معطلة بل متخلفة في معرفة الهدف من المضي في مسيرهم خلف معلمهم الشرير، فقد أوحى إليهم لملاقاة الرب والفوز برضاه، وهو المؤشر الخطير للطاعة العمياء.. فحينما أقارن بين هذا {الفلم} فيما أتى عليه من قصة وسيناريو وإخراج وهو العمل الفني الشاجب لأعمال العنف والدماء التي تأتي بمثل هذه النماذج الأصولية المتطرفة.. أعتقد أن {الفلم} جسد واقعا مشابها لما يحدث في الوطن العربي من تواجد أصولية متطرفة، بمثل من تربى في أحضان القاعدة السيئة السمعة.. وهي لأكبر مدرسة أصولية متطرفة، فقد جندت الكثير من الشباب العربي بطريقة عدوانية ممنهجة قوامها الافتراء والتكفير والتفجير، فلا يقل هذا المسيحي الأصولي وتلامذته المتطرفين، عن ما رأيناه وشاهدناه وتألمنا منه من أصولية متطرفة تمثلت في ابن لادن وتلامذته ومريديه كالظواهري والزرقاوي وأبو فاروع وأبو جاروف وهذين الأخيرين زيادة من عندي على غرار التسميات الأصولية الإجرامية التي شوهت سمعة الإسلام النقي التقي ممن ينتمون بجذورهم وفرعهم للمدرسة القاعدية الضلالية التي أصبحت تربي وتدرب وتنتدب تلاميذها لأعمال القتل والدمار في الوطن العربي وهو ما يخرج علينا بين الفينة والأخرى من أعمال إجرامية أصولية. لماذا تذكرت وقائع الفيلم الآن؟ لأن في بعض ما تبثه الفضائيات هناك الكثير ممن يتحدث بفكر أصولي متطرف كأنه هو الوصي الغيور على الإسلام وغيره كافر ويجب محاربته، فقد اتخذوا من الدين وسيلة نحو غاية لتكون غواية في سماع الآخرين لهم، فما هؤلاء إلا نتاج تربية وتدريب أصولي متطرف ينتمي فكرا ومنهجا {للقاعدة} والتي كلما استبشرنا خيرا بفلول شرها وأشرارها يبرز لنا من هم أمثال حثالة لفظها المجتمع العربي في مزبلة النسيان، ولكن بات من المؤكد بأن هناك دولا إقليمية ودولية تستخدمها كورقة لإثارة القلاقل والفتن لحصد مكاسب سياسية ليس إلا رغم الادعاء في محاربتها والقضاء عليها!! [email protected]