وليد المعلم وزير خارجية في إحدى مؤتمراته الصحفية شطب الدول الأوروبية من الخارطة، خطاب جديد في اللغة الدبلوماسية التي عادة ما تكون راقية، إلا أن التأسيس الحزبي يجعل المرء أسير فكره الأيدلوجي فالبعثيين كحزب شمولي يجيدون الشطب والإقصاء ليس فقط من الحياة السياسية بل من الحياة نفسها، ولهذا فلا نستغرب أن يقوم المعلم أو رئيس النظام نفسه بشطب العرب جميعاً من الخارطة السياسية التي يتعامل معها النظام السوري الحالي الذي يكفيه التعامل مع ملالي طهران وروسيا والصين وفنزويلا.. ويبقى على صلة بجيوب الملالي في لبنان والعراق. العرب الذين التقوا عبر وزراء خارجيتهم في رحاب جامعة الدول العربية ناقشوا عمليات البطش والتنكيل اللتين يمارسها النظام السوري ضد شعب أعزل وتوظيف الجيش لمطاردة المتظاهرين واقتحام المدن مما أدى إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل من بينهم أطفال كثر ونساء ومسنون، حتى أصبح لكل مدينة وقرية سورية حصة في ضحايا الثورة. أمام هذا التنكيل الذي لا يحتمل على العرب عبر جامعة الدول العربية التحرك قبل فوات الأوان خاصة وأن مجلس جامعة الدول العربية قد منح الرئيس بشار الأسد مهلة شهر لإنجاز ما يدعي من إصلاحات ترضي الشعب السوري إلا أنه بدلاً من ذلك زاد من عمليات القمع والقتل اليومي. ولهذا وقبل أن تشطب فرقة وليد المعلم العرب من الخارطة، على الجامعة العربية شطب نظام القمع السوري وتجميد عضويته حتى يرتدع ويصلح الأوضاع أو أن يستبدل بالمجلس الوطني السوري. هذا الإجراء لا يمكن أن يحصل بإجماع لوجود ممثلين لدول تستجيب لإملاءات إيران، فحتماً سيعارض وزير خارجية لبنان والعراق كما أن الجزائر والسودان وحتى موريتانيا سيعارضون تجميد عضوية نظام يرون أنهم قد تصيبهم حالة مشابهة له ولا يريدون اتخاذ سابقة حتى وإن تمت بحق نظام القذافي. ست دول قد تعارض تجميد عضوية النظام القمعي في سوريا إلا أن الأغلبية المتبقية من 22 دولة كفيلة باتخاذ إجراء يُشعر الشعب السوري بأن العرب لم يتخلوا عنهم.