أطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق عدة آلاف من الإسلاميين، الذين حاولوا اقتحام مكتب رئيس الوزراء في أكبر مواجهة ضمن سلسلة من الاشتباكات التي تخيم على انتخابات تاريخية تجرى الأسبوع القادم. وبدأت الاحتجاجات سلمية وشارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص كانوا يكبّرون ويطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في تونس. وعندما اقترب المتظاهرون من القصبة حيث يوجد مكتب رئيس حكومة تسيير الأعمال باجي قايد السبسي حاولت بعض الجماعات اختراق صفوف الشرطة. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وتحركت بهراواتها في محاولة لتفريق المحتجين. ورد المحتجون بإلقاء الحجارة على الشرطة وانتشروا في الشوارع المجاورة. وبعد أكثر من ساعة من اندلاع العنف كانت هناك مواجهات أصغر في وسط تونس بعد انفصال مجموعات عن الاحتجاج الرئيسي واشتباكها مع الشرطة. وغضب الإسلاميون بعد أن بثت قناة نسمة التلفزيونية فيلم الرسوم المتحركة «بيرسبوليس». ويتضمن هذا الفيلم مشهداً يظهر فيه رجل عجوز ملتح فسر على أنه يمثل الله.وبعد ساعات من احتجاجات مساء الجمعة في وسط تونس قال صاحب القناة إن جماعة هاجمت بيته في شمال المدينة. وقال الصحافي سفيان بن حميدة الذي يعمل في القناة إن نحو عشرين من المهاجمين تمكنوا من دخول منزل القروي، لكن زوجته وأولاده نجحوا في الفرار من باب خلفي، موضحاً أن الهجوم حصل الساعة (18.00 ت غ). ونشرت قناة نسمة اعتذاراً عن المشهد المسيء لكن ذلك لم يفلح في إنهاء الأزمة. من جهة أخرى حكمت محكمة في تونس الجمعة على عماد الطرابلسي ابن شقيق زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بالسجن 15 عاماً مع النفاذ في قضية تتعلق بتقديم شيكات بلا رصيد. وقال مصدر قضائي انه «حكم على عماد الطرابلسي بالسجن 15 عاماً مع النفاذ وبغرامة قدرها 150 ألف دينار (حوالي 76 ألفاً و300 يورو». وكان حكم على عماد الطرابلسي الذي تورط في عدد منقضايا الاحتيال بالسجن أربع سنوات، وغرامة قدرها ثلاثة آلاف دينار (1530 يورو). كما حكم عليه في 24 يوليو بالسجن أربع سنوات لمحاولته الهرب من البلاد وحيازة عملات أجنبية بطريقة غير مشروعة.