تونس - رويترز - قال وزير العدل التونسي الأزهر القروي الشابي اليوم الاربعاء إن تونس قدمت طلبا إلى الشرطة الدولية (الانتربول) للمساعدة على اعتقال الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واسرته حتى يمكن محاكمتهم لاتهامات بالسرقة وبارتكاب مخالفات متعلقة بالعملة. وقال الشابي في مؤتمر صحفي إن تونس طلبت من الشرطة الدولية (الانتربول) المساعدة على تقديم بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وأفراد أسرته الاخرين الذين فروا من البلاد الى العدالة. وذهب بن علي إلى السعودية في وقت سابق هذا الشهر بعد أسابيع من احتجاجات عنيفة على الفقر والقمع والفساد. وجمع الرئيس المخلوع ثروات طائلة خلال حكمة الذي امتد 23 عاما وكانت أسرته تسيطر على العديد من كبرى الشركات في تونس. وقال الشابي إن تونس طلبت من الانتربول إيجاد من فروا ومن بينهم الرئيس وزوجته حتى تتم محاكمتهم في تونس. وأضاف أن ستة من أعضاء الحرس الجمهوري لبن علي سيحاكمون بتهمة التحريض على العنف بعد فراره. واستلهم آلاف المصريين المثال التونسي وخرجوا إلى شوارع القاهرة ومدن مصرية أخرى للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما واشتبكوا مع الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق المتظاهرين. وفي تونس قال وزراء ان الحكومة المؤقتة التي تكافح لترسيخ نفسها في مواجهة مطالب محتجين بعزل الموالين للرئيس السابق ستشهد تعديلا في وقت لاحق اليوم. وقالت مصادر سياسية انه سيتم تغيير وزراء الداخلية والدفاع والخارجية في اجراء قد يرضي المحتجين. ويطالب المحتجون منذ أيام بأن تبعد الحكومة أعضاء الحزب الحاكم الذي كان يتزعمه بن علي. وفي تونس العاصمة اشتبك متظاهرون مع الشرطة اليوم مع تحول احتجاجات سلمية استمرت أياما إلى العنف. واندلعت الاشتباكات بالقرب من مكاتب حكومية في المدينة القديمة (القصبة) حيث أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين وغالبيتهم من المراهقين والشبان الذين رشقوها بالحجارة. وكان المتظاهرون على ما يبدو من أبناء المناطق الريفية الذين كان يقيمون في مخيم خارج المجمع الحكومي. وهتف المحتجون ضد قوات الأمن واصفين إياها بأنها "شرطة ليلى" في إشارة إلى زوجة بن علي التي كان ينظر إليها على أنها تتمتع بنفوذ متغلغل وحياة باذخة. وأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل الاضراب العام اليوم في صفاقس ثاني أكبر مدينة تونسية. وفي تونس تمكن محتجون من دخول المبنى الذي كان يتكلم منه الشابي وتجمعوا حوله بعد المؤتمر الصحفي لطلب الافراج عن أقارب لهم مازالوا في السجون. وقال الشابي إن نحو 11 ألف سجين فروا من السجون التونسية بعد الاطاحة ببن علي وفي خضم انعدام الامن الذي ساد البلاد. وأفادت تقارير بأن عشرات السجناء قتلوا في فرار جماعي من سجن في بلدة المهدية يوم 15 يناير (كانون الثاني) بعد يوم من الاطاحة ببن علي. وفي نفس اليوم قتل 42 سجينا في أعمال شغب بسجن في المنستير في ظل وضع وصفه مسؤول في مستشفى بأنه فوضى مطبقة. وأعلن الشابي الافراج عن 2460 سجينا منذ سقوط بن علي. ولم يتضح عدد المسجونين لاسباب سياسية من بينهم لكن الحكومة قالت في وقت سابق إنها ستفرج عن كل المعتقلين السياسيين. وشجع جيف فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الحكومة التونسية المؤقتة اليوم الأربعاء على بذل المزيد من الجهد من أجل تلبية مطالب الشعب التونسي وأبدت واشنطن من جديد استعدادها لمساعدة تونس على إجراء أول انتخابات حرة.