تونس - رويترز، أ ف ب - شهد قلب العاصمة التونسية مجدداً أمس مواجهات بين متظاهرين مناهضين للحكومة وقوات الشرطة غداة فرض حظر للتجول. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يعودون باستمرار إلى أماكن تجمعهم. والمتظاهرون الذين تجمعوا على سلالم المسرح البلدي وفي شارعين متفرعين من جادة الحبيب بورقيبة في وسط تونس العاصمة، انشدوا مراراً النشيد الوطني وكان عددهم نحو 200. ورددوا لاحقاً هتافات مناهضة للشرطة، وطلبت قوات الأمن عبر مكبرات الصوت من المتظاهرين «العودة إلى منازلهم» و «الابتعاد عن الطريق العام»، لكن المتظاهرين هتفوا: «لترحل الحكومة». وعمدت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، وتفرق المتظاهرون في الشوارع والأزقة المجاورة قبل العودة مجموعات صغيرة الى الجادة. ونشرت أعداد كبيرة من رجال الشرطة في جادة بورقيبة حيث اعتقل شرطي شخصين على دراجة نارية وفي حوزة أحدهما سكين. وقررت السلطات فرض حظر تجول ليلي أول من أمس، في العاصمة التونسية وضاحيتها بعد أيام من التظاهرات المناهضة للحكومة. ويطبق حظر التجول من الساعة التاسعة مساء حتى الخامسة صباحاً لفترة غير محددة. وبررت السلطات هذا الإجراء بأن عمليات نهب وأعمال عنف وقعت في العاصمة وضاحيتها في اليومين الماضيين. وأطلق شرارة الاحتجاجات العنيفة على مدى الايام الماضية تصريح لوزير داخلية سابق حذر فيه من حدوث انقلاب في حالة فوز حزب «النهضة» الاسلامي بالانتخابات. ويخشى المحتجون من تراجع الإدارة الموقتة عن التزامها بقيادة تونس نحو الديموقراطية بعد عقود من الاستبداد في ظل حكم بن علي. من جهة أخرى، قالت وكالة «تونس أفريقيا للأنباء» إنه حكم على عماد الطرابلسي ابن شقيق ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع بالسجن لمدة عامين وغرامة مالية قدرها ألفي دينار (1500 دولار) «لاستهلاكه مادة مخدرة». وكان الطرابلسي اعتقل في كانون الثاني (يناير) بعد فرار بن علي وزوجته إلى السعودية. وقالت الوكالة إن الطرابلسي اعترف بالتهمة لكنه أبلغ المحكمة انه توقف عن تعاطي المخدرات في العام 2000.