دمشق - لوكسمبورج - موسكو - أنقرة - وكالات هدد مفتي سوريا أحمد حسون أوروبا وأمريكا بعمليات انتحارية يقوم بتنفيذها أشخاص متواجدون بالفعل على أراضيهم في حال تعرض سوريا لأي قصف أو اعتداء. وقال حسون في مقطع فيديو تم بثه على اليوتيوب: «مع انطلاق أول قذيفة صوب سوريا, فلبنان وسوريا سينطلق كل واحد من أبنائها وبناتها ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين. وأوضح حسون» «أقولها لكل أوروبا وأقولها لأمريكا سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا». وكان سارية حسون الابن الأصغر لمفتي سوريا، البالغ من العمر 22 سنة «قد توفي في مطلع الشهر الجاري إثر إصابته برصاصتين بين الصدر والخاصرة»، نقل بعدها إلى مستشفى بمدينة إدلب، مع أنها تبعد 40 كلم عن مدينة حلب، حيث يقيم مع عائلته، حسبما أفاد مقرب من عائلته ل «العربية.نت». وعلى الصعيد الميداني, قتل 31 شخصاً بينهم 14 مدنياً و17 من أفراد الجيش وقوى الأمن النظامية قتلوا الأحد في عدد من المدن السورية, حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين. وقال المرصد إن «31 شخصاً قُتل الأحد في سوريا بينهم 14 مدنياً و17 من أفراد الجيش وقوى الأمن النظامية». وأوضح عبد الرحمن أن «سبعة مدنيين قتلوا خلال إطلاق رصاص في حمص». وأشار مدير المرصد إلى «مقتل ثلاثة مدنيين و17 عسكرياً من الجيش السوري النظامي في اشتباكات بين الجيش السوري النظامي وقوى الأمن ومسلحين يُعتقد أنهم منشقون في حمص وداعل (ريف درعا) وكفر نبودة (ريف حماة) وفي قرى جبل الزاوية وسراقب والنيرب (ريف إدلب)». وأضاف أن «شاباً قتل خلال ملاحقة أمنية في قلعة المضيق (ريف حماة)». وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن «مقتل ثلاثة مدنيين خلال إطلاق رصاص على تشييع شهيد قتل تحت التعذيب في الضمير». كما لفت المرصد إلى «سقوط عشرات الجرحى من مدنيين وعسكريين في مختلف المدن السورية». من جهتها ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات من الجيش والأمن دخلت إلى أحياء البياضة والخالدية مع الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين بأعداد كبيرة جداً ترافقها مدرعات انتشرت في الشوارع، مع قطع للماء والكهرباء والاتصالات الخلوية والأرضية. وأوضح اتحاد التنسيقيات أن عدداً كبيراً من قوات الجيش انشقوا عنه في جسر الشغور بمحافظة إدلب وأن اشتباكات تدور بين القوات الموالية والمنشقة وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى. وذكر بيان اللجان أن «أحياء المدينة (حمص) عاشت أجواء حرب حقيقية». إلى ذلك طلب عقيد فار من الجيش السوري ولاجىء في تركيا في مقابلة نُشرت أمس الاثنين «مساعدة عسكرية» دولية لإطاحة النظام في دمشق، مؤكداً في الوقت نفسه معارضته لتدخل أجنبي في بلده. وكان العقيد رياض الأسعد فر بسبب قمع التظاهرات المعارضة للنظام في بلده وأعلن مؤخراً أنه شكَّل قوة للمعارضة المسلحة أطلق عليها اسم «الجيش السوري الحر». وقال لصحيفة حرييت ديلي نيوز الصادرة باللغة الإنكليزية: «إذا ساعدتنا الأسرة الدولية فسننجح ومن المؤكد أن النضال سيكون أصعب بدون أسلحة». إلا أن العقيد الأسعد استبعد تدخلاً عسكرياً أجنبياً في بلده. من جهة أخرى رحب الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين بتشكيل المجلس الوطني السوري المعارض «كخطوة إيجابية للأمام». ورحب بيان اتفق عليه وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد في اجتماع في لوكسمبورج بالخطوات التي اتخذتها المعارضة السياسية في سوريا لتشكيل منبر موحد ودعا المجتمع الدولي أيضاً إلى الترحيب بهذه الجهود. من جهته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نُشرت أمس الاثنين أن موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا يكون «أكثر توازناً» من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة. وجاءت تعليقات لافروف فيما يستقبل مبعوث الكرملين إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف في موسكو وفداً سورياً برئاسة قدري جميل الذي يُعتبر مساعداً مقرباً للرئيس السوري بشار الأسد. وكانت روسيا والصين أثارتا الأسبوع الماضي استياء الغرب عبر استخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين نظام الأسد حتى بعد أن أسقطت منه كلمة «عقوبات» في محاولة لتبديد معارضة روسيا. وقال لافروف لمجلة بروفايل: «نقترح اعتماد مشروع قرار متوازن يدين العنف من الجانبين». وأضاف: «في الوقت نفسه يجب أن نطلب من الأسد مواصلة الإصلاحات التي بدأها».