كنت أحد الذين كان لهم شرف المشاركة بالمؤتمر الرابع لإعداد المعلم - بعد ترشيحي لحضور هذا المؤتمر الهام من قِبل إدارة التعليم بالجوف - والذي أقيم في مكةالمكرمة لمدة ثلاثة أيام، في الفترة من 22 - 24 من شهر شوال لعام 1432 ه على قاعة الملك عبد العزيز التاريخية بجامعة أم القرى، ولقد كان مؤتمراً هادفاً ومهماً، وتكمن أهمية هذا المؤتمر في أنه كان برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - ولقد كان المؤتمر الأول في عام 1394 ه والثاني 1404 ه والثالث عام 1416 ه، بينما هذا هو الرابع. وقد أناب خادم الحرمين الشريفين معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لافتتاحه، ولقد كان المؤتمر يتمحور حول المعلم ورسالته السامية وإيجاد الحلول البديلة لإعادة هيبة المعلم إلى سابق عهدها ولاحق مستقبلها، وهو ما يؤرّق المعلمين ويقضّ مضاجعهم، خاصة وقد أصبح المعلمون يتوارون عن طلابهم بعد أن كان العكس هو السائد في مجتمعنا في زمن مضى وانقضى، ولقد شهدت الجلسة الثانية برئاسة معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي، أوراق عمل ستكون هادفة ومفيدة فيما لو تم تطبيقها على أرض الواقع، رغم إغفال نقاط كثيرة كان يجب أن تثار، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، التأمين الصحي على المعلمين وأسرهم وبدل السكن، وهي أمور أعرف أنها لم تغب عن بال صنّاع القرار بوزارة التربية والتعليم ورجالات التعليم المخلصين، أمثال الدكتور محمد بن حسن الصائغ - وكيل وزارة التعليم العالي لكليات المعلمين - وكلنا يعرف حب هذا الرجل الشديد لمهنة التعليم وافتخاره بالانتماء إليها، ولا أظن أنّ بيننا من لا يعرف غيرة هذا الرجل على وطنه، وحرصه على أن يكون المكان الطبيعي لوطنه ومواطنيه قمة الهرم، وهو ليس بحاجة لتزكية من كاتب صغير بمكانتي لكنها شهادة الحق، كذلك لا أنسى الدكتور عبد الغني بن ناجي القش - ممثل هيئة الصحفيين السعوديين بالمدينة المنورة - والذي جاءت مداخلته متوافقة وأهواء المعلمين، رغم قصر الوقت الممنوح له للمداخلة، لكنه أجاد وأفاد وهو تربوي مخضرم وصحفي مفوَّه، وقبل ذلك كله هو رجل حسن الخلق طيب المعشر، وكم تمنيت لو طال اللقاء أكثر من ذلك، إذ كان الجميع سواء منهم من هو داخل القاعة أو خارجها في مدرسته، ينتظرون ما سيسفر عنه المؤتمر من نتائج سيكون لها أثر إيجابي على نفوسهم أجمعين، عموماًخرج المؤتمرون بتوصيات سيكون لها أثر إيجابي فيما لو تم إقرارها، وسننتظر ظهور تلك التوصيات إلى عالم النور بعد أن ظلّت رهينة الأدراج زمناً طويلاً خلف عباءة « تحت الدراسة «، وبما أنه لم تتح لي فرصة للمداخلة لكثرة المشاركين، إلاّ أنني سأضع اقتراحاتي هنا لعلها تصل إلى من يهمه الأمر، ولعل أبرز تلك المقترحات: 1 - الحرص على إيجاد آلية منظمة للتأمين الصحي على المعلمين وأسرهم على الأقل من باب التقدير لحملة مشعل العلم والتربية. 2 - إقرار بدل السكن للمعلمين حتى وإن كان ذلك عن طريق التعاون مع البنوك المحلية عن طريق ضمان المعلمين والاستقطاع من رواتبهم. 3 - تخفيض أنصبة المعلمين حسب خدمتهم فمن خدم عشر سنوات يخفض نصابه إلى 75 % ومن خدم 20 سنة يخفض نصابه حتى 50% ومن خدم 30 سنة يخفض نصابه 25 % وبالتالي سيشعر المعلم بالتقدير والاحترام. 4 - مخاطبة شركات الطيران والفنادق والمطاعم وقصور الأفراح والأسواق والمستشفيات لمنح المعلمين خصومات تليق بمكانتهم الاجتماعية وهو أمر سيكون له أثر إيجابي على نفوس المعلمين. 5 - فتح باب المناقلات بين المعلمين والمعلمات بحيث يستطيع المعلم المعيّن بالشمال وأهله بالجنوب مثلاً من مبادلة معلم معيّن بالجنوب وأهله بالشمال، وبالتالي سيكون كل منهما عند أهله وسيؤدي رسالته بكل تفان وإخلاص وهو أمر من شأنه أن يخفف الضغط على حركة النقل الخارجية للوزارة. عموماً هي مجرّد اقتراحات أضعها بين يدي المسؤولين عن التربية والتعليم، فإنْ أقرّ منها شيء ف « ذلك ما كنا نبغ « وإن لم يلتفت لها فقد أديت ما عليّ ونصحت «، وستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله « والله يتولى الصالحين. [email protected]