القاهرة - مكتب الجزيرة - دمشق - واشنطن - وكالات: ينتظر أن تشهد القاهرة خلال أيام الإعلان عن انتهاء تشكيلة المجلس الوطني السوري ورئيسه وأعضاء لجانه، حسبما ذكرت مصادر سياسية مطلعة. وقالت المصادر إن وفداً رفيع المستوى من قيادات المجلس يقوم حالياً بزيارة للقاهرة تستمر عدة أيام يجري خلالها مشاورات حول تشكيلة المجلس تتبعها انتخابات داخلية للمجلس وتشكيل اللجان، كما يلتقي وفد المجلس عدداً من القوى والأحزاب السياسية المصرية وشباب الثورة. ويسعى المجلس الوطني السوري إلى نيل الاعتراف به من جانب القيادة المصرية، ومن ثم افتتاح المكتب الرئيسي للمجلس بالقاهرة، في حال موافقة القيادة المصرية على ذلك. كما يسعى وفد المجلس إلى لقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال هذه الزيارة، إلا أن المجلس حتى الآن لم يستلم الرد النهائي من الجامعة بالموافقة على الزيارة، فيما استبعد البعض أن توافق الجامعة العربية على هذه الزيارة لما قد تسببه من صدام جديد بين الجامعة العربية والنظام السوري، خاصة بعد أن أرجأ النظام السوري في وقت سابق زيارة الأمين العام للجامعة لسوريا بعد استقباله عدداً من الناشطين والمعارضين السوريين. وفي ذات السياق التقى تسعون عضوا من المعارضة السورية بزعامة المجلس الوطني السوري أمس السبت في ستوكهولم لبحث استراتيجيات إسقاط نظام بشار الأسد. وقالت ليلى نراغي من مركز اولوف بالم الدولي الذي يستضيف المؤتمر: «يشارك نحو 90 شخصا.. أعضاء من المجلس الوطني السوري بمن فيه زعيم المجلس برهان غليون هنا وممثلون عن مجموعات معارضة سورية أخرى». من جهته أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية أمس السبت ان روسيا تتوقع زيارة وفد من المعارضة السورية الثلاثاء المقبل. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة ايتار تاس: «نحن مستعدون للقائهم في وزارة الخارجية. هذا سيحصل في 11 أكتوبر إذا تمكنوا من الوصول في الوقت المحدد». وعلى الصعيد الميداني قتل خمسة أشخاص على الأقل خلال جنازة زعيم معارض كردي عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار بشكل عشوائي على حشد ضخم يضم مئات الآلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط النظام في مدينة القامشلي شمال البلاد, حسبما أفاد نشطاء يقيمون في لبنان. وقال ناشط كردي في بيروت إن «الخمسة قتلوا عندما تحولت جنازة الزعيم المعارض الكردي مشعل تمو الذي اغتيل (الجمعة) إلى مسيرة حاشدة تدعو إلى الإطاحة بالنظام». وذكر ناشطون أن جنازة المعارض الكردي مشعل تمو حشدت ما يقارب ال 300 ألف متظاهر يدعون إلى الإطاحة بالنظام. وكان تمو 53 عاما قد قتل على أيدي أربعة مسلحين ملثمين اقتحموا منزله في مدينة القامشلي على الحدود مع تركيا. وأصيب ابنه بإصابات بالغة وكذلك ناشط آخر في حزب «المستقبل الكردي» وفقا للناشط الكردي. إلى ذلك دعا البيت الأبيض الجمعة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي فورا محذرا من انه يتجه بالبلاد نحو «منحى خطير جدا». وندد جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك اوباما بقتل المعارض الكردي مشعل تمو وكذلك ضرب ناشط سوري معروف قائلاً: «إن ذلك يثبت مرة جديدة أن وعود نظام الأسد بالحوار والإصلاح فارغة». وقال إن «الولاياتالمتحدة تدين بشدة العنف الموجه ضد معارضين مسالمين اينما حصل وتتضامن مع شجاعة شعب سوريا الذي يستحق حقوقه العالمية». وأكد كارني في بيان ان «هجمات (الجمعة) تظهر آخر محاولات النظام السوري للقضاء على المعارضة السلمية داخل سوريا, على الرئيس الأسد التنحي الآن قبل أن يجر بلاده ابعد في هذا المنحى الخطر للغاية». وعلى صعيد آخر اقتحم معارضون سوريون سفارتي بلادهم في كل من النمسا وبريطانيا. ففي لندن قام مناهضون للحكومة السورية باقتحام السفارة ورفع العلم السوري. وفي فينا اعتقلت السلطات النمساوية ليل الجمعة السبت 11 معارضا سوريا إثر اقتحامهم سفارة بلادهم في فيينا، كما أعلنت الشرطة. وأوضحت الشرطة أن المعارضين وعددهم حوالي 20 دخلوا بالقوة مبنى السفارة الواقع في وسط المدينة وتظاهروا من على شرفتها ضد نظام الرئيس بشار الأسد في حين كان عشرات المعارضين الآخرين ينتظرونهم في الشارع مطلقين هتافات التأييد لهم.