الرزق من عند الله فقط ثم ببذل الأسباب لذلك ومن هذه الأسباب الوظيفة والتجارة الحرة أو الزراعة أو غيرها من الحرف لطلب الرزق كل حسب معرفته في اكتساب قوت يومه ويوم عياله. والتاجر لا يتمتع بتجارته إلا إذا كان لديه تصريح بالبقالة التي يبيع ويشتري فيها أو محل صناعي كورشة مثلاً. ولكن الذي لا يحمل تصريحاً بالبيع أو ممارسة الحرف الصناعية ولا يستطيع فتح بقالة أو ورشة صناعية، ماذا يعمل وأين يذهب وإلى من يشتكي حاله لغير الله الذي يعلم ما في الصدور وما في المواطنين من ضيق عيش وقلة ووظائف ناهيك عن الواسطة التي قضت على حقوق المجتهد والذي هو الأحق من غيره في ذلك العمل أو تلك الوظيفة. بعد عناء من الدراسة والتحصيل العلمي وحصول الطالب على معدل تراكمي لا يستطيع أن يدخله أي كلية أو بعد تخرجه من الكلية أين يذهب الشاب وقد بلغ سناً كان يعتبر فيما مضى سن الإنفاق والزواج عندما كانت الدنيا بسيطة ولا يوجد بها تكلف ولا حسد ولا واسطات ظالمة. قد يستطيع أب هذا الشاب أن يعطيه رأس مال بسيط ويقسط له سيارة لكي يمارس تجارة ما تغنيه عن السؤال والحاجة لغير الله، ولكن البلدية لهم بالمرصاد في كل وقت ومكان غير عابئين بما سيحل بهذا الشاب أو ذلك إذا سلب رأس ماله وصودرت بضاعته فلا تصريح ولا وقت سماح لمزاولة تلك الأعمال التجارية البسيطة. ناهيك عن تصرف بعض الدوريات الأمنية معهم وكأنهم إرهابيون أو قطاع طرق؛ هؤلاء المساكين لا يريدون إلا العفة وكسب العيش الحلال. وحل تلك المشكلة يكون في التالي: - إصدار تصريح من البلديات الخاصة بكل مدينة ومحافظة لهؤلاء المساكين لمدة سنة بمبلغ خمسة آلاف ريال تجدد كل سنة. - يسبق ذلك إجراء الفحص الطبي له للتأكد من أنه لن يؤثر على أحد من الناحية الصحية. - يكون هذا التصريح للسعوديين فقط وليس لغيرهم لأنهم هم أولى بالنعمة من غيرهم. - يحدد رقم السيارة والموديل واللون واسم صاحب السيارة في التصريح. - قد يشترك اثنان في التصريح للتناوب تحصيل المبالغ في وقتين مختلفين. الشكوى لله العزيز الحكيم من المناظر والصورة التي يطارد بها هؤلاء المساكين سواء من البلدية أو الدوريات الأمنية، وهذا التصريح إذا عمل به إن شاء الله يمكن معظم الشباب من مزاولة تجارة حرة وزادوا من مقدرات هذا البلد وعطائه الذي لا ينفد إلا بأمر من الله ويغني الشاب أو المتقاعد الذي قد يكون يعول أرامل وأيتاماً أو أمّاً وشيخاً كبيراً.. أو قد يكون الرجل الوحيد في الأسرة الذي يستطيع طلب الرزق الحلال. ويبعد الكثير عن بؤر الفساد والمخدرات والجماعات المشبوهة المفسدة والخارجة عن الدين القيم الصحيح الذي جاء به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. فمعظم التجار الكبار الآن بدؤوا من أول السلم حتى وصلوا لما هم فيه الآن، والله يرزق من يشاء بغير حساب. أسألوا الراجحي وبدايته كيف كان يجلب الماء للرياض وما هي نوع وسيلة نقله في تلك الأيام؟.. أو العثيم وأين كان دكانه الصغير؟.. قال تعالى: وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) سورة الذاريات. وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) سورة النور.