التاريخ يشهد لهذه الدولة الفتية على مر التاريخ ومُنذ أن وحّد هذا الكيان الراسخ البنيان المؤسس الباني عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه، يشهد بالحجة الدامغة بالتعامل مع قضايا المرأة بكل واقعية باعتبارها مواطنه مثلها مثل الرجل في الحقوق والواجبات ولم يشهد تاريخ المملكة العربية السعودية أي تهميش أو تعطيل من قبل ملوك بلادنا لدور المرأة بل شهد دعمهم الكبير والمنقطع النظير لتعليم المرأة وفتح آفاق المستقبل أمامها لتُشارك مجتمعها وأمتها في العمل وفق الضوابط الشرعية. عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدامه الله مقاليد الحكم ملكاًً على البلاد، وبلاد الحرمين الشريفين تشهد نهضة تنموية حضارية في كل المجالات ويحتل المواطن السعودي الاهتمام والرعاية البالغين من لدنه رعاه الله وهو حجر الزاوية والهدف الرئيس في كل خطط التنمية والبناء. جاء في كلمة الملك المُبارك عندما افتتح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة في مجلس الشورى مؤخراً والتي حملت القرارات التاريخية والمضامين السامية من قائد فذ حمل في قلبه هموم المواطن والسعي الحثيث على تحقيق كل ما يُسعده ويجعل حياته عزيزة كريمة. جاءت القرارات بإشراك المرأة السعودية عضوة في مجلس الشورى ومنتخبة ومرشحه في المجالس البلدية من الدورة القادمة إن شاء الله وفق الضوابط الشرعية لتؤكد ثقة ولاة الأمر بالدور الكبير المناط بها ولإثبات جدارتها وقدراتها ونثر المزيد من إبداعاتها التي تحققت في مجالات متعددة أثناء تسنُمها لمناصب عدة كالتعليم، الطب، التجارة وفي أعمال البحوث وغيرها من المجالات وينتظر منها إن شاء الله أن تتفوق على نفسها وإثبات أنها جديرة بهذه الثقة وقادرة على تحقيق المزيد وديننا الإسلامي الحنيف أعطى حق الشورى للمسلمين رجالاً ونساءً قال تعالى {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}. وجاء في الحديث النبوي الشريف (إن أم المؤمنين أم سلمه رضى الله عنها قد أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم في صُلح الحُديبية وأخذ بمشورتها). بذرة الخير عندما تُزرع في أرض الخير تُنتج ثِماراً جيدة أكُلها طيب ودستورنا كتاب الله والسنة المطهرة ونعلم أن الله سبحانه وتعالى كرّم المرأة كرماً مُتفرداً لم تحظَ عليها حواء إلا في ظلال الإسلام ومهما زعم وتشدق به أعداء الإسلام ومهما وضعوا عِبارات مطلية بالذهب يعلوها العسل إلا أنها صفيح من الداخل وعلقم مُر... المرأة كيان يعنى شراكة تعني نصف المُجتمع إنما من يبحثون عن المساواة بين المرأة والرجل وهذا لن يكون أبدا ًلأنه كل بما سخر له خُلق فواجب الرجل ومهماتِه تختلف عمّا يوكل لحواء فهي لما خلقت له مُيسّرة, الشرع أنصف الجميع في الحقوق والواجبات وهذا لا يمنع بل بالتأكيد أن تكون المرأة صاحبة رأي ومشورة كيف لا وهي الأم التي ربت وعلمّت، هي الزوجة والأخت والابنة وهي ملكة في منزلها مواطنة تعمل ما يليق بها ويحفظ أنوثتها وعرضها تحت ضياء الشرع القويم وما أوجبه. خادم الحرمين الشريفين حكيم الأمة وبنظرته الثاقبة واستشرافه للمستقبل لم يتخذ هذا القرار إلا بعد أن وجد أن المرأة بإذن الله تستطيع الآن أن تنفع وطنها ومجتمعها بعلمها وبمشورتها بعد أن وعي المجتمع أن تفعيل دور المرأة واجب وضروري، المرأة السعودية أصبح لها مُشاركات فعّاله في الحِوار الوطني من خلال عقد المُنتديات وأظهرت حضورها الفاعل، كما استحدثت أقسام للنساء في السلك الدبلوماسي، العسكري مثل الجوازات، السجون، الدفاع المدني، وزارة التربية والتعليم بتأنيث بعض الوظائف التعليمية القيادية. الملك المُبارك لا يألو جُهداً ولا يدخر وسعاً وهو يولى جانب المرأة جُلّ اهتماماته وفي دورها الذي يجب أن تتطلع به وتقوم به والاستفادة من آرائها وخبراتها في قضايا وأمور عدة خاصة في قضايا المرأة التي قد لا يحيط بها الرجال، إلا أننا نحتاج إلى توعية للعقول وإعلام يخدم هذه الأهداف ومنح فرصة عمل لِتظهر وتُظهر إنجاز هذا النصف الفاعل في المُجتمع، لأن الوصول إلى التنمية الشاملة يتطلب مشاركة أوسع للمرأة السعودية من خلال تطوير قدراتها وإمكاناتها فالنساء شقائق الرجال قادرات على أن يعملن وأن يُنجزن ويزدن في شموخ وعز هذا الوطن الغالي، نحتاج إلى الروية والحكمة والتوعية ولا ننسى أننا مُجتمع يغلب عليه العادات والتقاليد والأعراف مما يعرقل حصول المرأة على بعض حقوقها. نحتاج إلى وقت لتقبل كل جديد عِلماً بأن توجه الدولة وفقها الله في هذا الصدد يتواءم مع الواقع والمنطِق وتحت مظلة الشرع الحكيم وتعاليمه.