تظلنا قيادة رشيدة موفّقة بإذن الله تعالى أسس بنيانها (مؤسس هذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه) وأكمل مسيرتها أبناؤه ملوك السعودية غفر الله لهم جميعاً، واليوم يكمل مسيرة النهضة والنماء والازدهار ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رباناً حكيماً كريماً ودوداً محباً للخير، فقد حظي عهده الميمون بجملة من القرارات والأوامر الملكية التي أسعدت الناس في القرى والمدن ولقيت أصداء واسعة واستبشر بها المواطنون خيراً وحملت دلالات عميقة تغبطنا عليها كثير من الأمم والشعوب، فهو يجسد العلاقة الوطيدة، وملحمة الحب المتبادل بين القيادة والشعب، ويترجم اهتمام وعناية ولاة الأمر بكافة شؤون المواطنين، وقد تأكد تقدير القيادة وعلى رأسها والدنا خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- لما يسديه لهذا الوطن، من الولاء الصادق، وانتماء عميق، ووفاء يقطع دابر المغرضين والمحرضين فهو أيده الله سحاب من المزن في بلد الخير لشعبه وأمته، وفي هذا اليوم نحتفل بذكرى اليوم الوطني الواحد والثمانين على توحيد المملكة العربية السعودية الموافق الأول من الميزان لعام 1432ه على يد البطل المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، ويبقى هذا التاريخ التليد ذكرى غالية على نفوسنا تهل علينا في كل عام فنعتز ونفتخر بهذا اليوم المجيد، فقد منّ الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد بدعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبمناصرة من جد هذه الأسرة الحاكمة الإمام محمد بن سعود رحمه الله لهذه الدعوة السلفية فتصافحت يد الإمامين على القيام بالدعوة السلفية، وقد اتفقا على انتشال نجد كلها وبقية مناطق الجزيرة العربية من الشرك والجهل، وقد كانت الدعوة السلفية بيد الإمام محمد بن عبدالوهاب، أما السياسية فقد كانت بيد الإمام محمد بن سعود فسارا في طريقين متوازيين نحو هدف واحد وغاية واحدة أساسها توحيد الله ثم توحيد القلوب والأوطان فعلت كلمة التوحيد، ولقيت قبولاً وتأييداً، وحصل بذلك من الخير العظيم ونشر العلم وقمع أنواع الفساد، فصارت هذه البلاد المباركة مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له وجمع الله الشمل، ثم حصلت فجوة بعد موت الإمام عبدالله بن فيصل رحمه الله، فجاء الله بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، فقد ذاق عبدالعزيز مرارة العيش بعيداً عن ملك آبائه وأجداده، عندما كبر عليه أيعيش في كنف حاكم آخر بعد أن كان وأسرته بالأمس سادة نجد، وبدأ عبدالعزيز بالمخاطرة بنفسه وذلك بالهجوم على الرياض، واستطاع بعون الله وقوته وحنكة عبدالعزيز وشجاعته التي لم يعرف له مثيل في ذلك العصر وبصحبة من معه أن يستولي عليها واسترد ملك آبائه وأجداده، واتسع نفوذه حتى استكمال توحيد المملكة عام 1351ه ولقب ملكاً، وسميت المملكة العربية السعودية، وانتشر العلم وأنشئت الدواوين وسارت البلاد على منهج الكتاب والسنة والعقيدة الإسلامية في جميع أنظمتها وسياستها وقضائها وبفضل ذلك ظهر العدل بين الناس، وأديت الحقوق والواجبات بين الناس، وقد سار أبناء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ملوك الدولة السعودية على نفس هذا النهج الذي أثمر من بعده فاستمرت مسيرة البناء والنماء في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- فأصبحت مسيرة مشرقة لهذا الوطن المعطاء ومضرباً للمثل بتطبيق الشريعة السمحة ونشر العدل وهذا هو رمز المفاخر، وقوام المجتمع المتحضر، وسبيل السعادة والسلام، وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحتل مكانة خاصة في قلوب المواطنين فهو بالنسبة لهم رجل الإصلاح والتطوير، وأن الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كل شأن، وفي كل بقعة داخل الوطن الغالي، فما حصل من تنمية وإرساء لدعائم الرخاء والرفاهية ورغد في العيش للمواطنين، وتحسين للمستوى المعيشي للمواطنين، ومشاريع خلال السنوات القليلة الماضية لامست احتياجات وهموم الشعب ورسخت حب الشعب وتقديره لهذا الملك الصالح، وأن الأوامر حملت في طياتها حباً كبيراً لهذا الشعب الوفي، وحيث إن خدمة الحرمين الشريفين وضيوف بيت الله لهي من أعظم القرب والطاعات، والتي أولت لها القيادة السعودية كامل اهتمامها، وسخرت أفضل وأعظم المشاريع لها والإمكانات، وكان من أبرز الأوامر والقرارات وأجلها عند الله سبحانه وتعالى، المشروع التاريخي في توسعة الحرم المكي الذي يمتد على مساحة تقدر ب400 ألف متر مربع وبعمق 380 متراً والمشاريع التطويرية الأخرى التي تشهدها منطقة الحرم، الاستيعابية للمسجد الحرام بما يتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج والزوار في كل عام، وما يساعدهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وفقاً لأساليب عصرية وحديثة تعتمد على أرقى التصاميم المعمارية، وقد ضم المشروع شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل تتوفر فيها جميع معايير الأمن والسلامة وهي منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد على سهولة الحركة والانتقال داخل الحرم بكل يسر وسهولة، وهذه المشروعات هي امتداد لما شهده الحرمان الشريفان وضيوف بيت الله الحرام من إصلاحات وتطوير واضح للخدمات العملاقة في العهد السعودي منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وقد تمكنت حكومتنا الرشيدة بحنكتها ومهارتها في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للسعودية وجود في المحافل الدولية، وأصبح لها تأثير واضح وملموس في صناعة القرارات العالمية، وشكلت لها صوتاً قوياً للدول العربية والإسلامية في الحوار العالمي رغم اختلاف مؤسساتها، وأصبحت السعودية في مصاف الدول الكبرى في العالم، بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة والتمسك بالثوابت الشرعية التي سارعليها نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى هذا اليوم، فقامت نهضتها الحضارية وتطورها التنموي في شتى الميادين على أسس الشريعة السمحة قولاً وعملاً وقد تحقق للمواطنين بالمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله من كل مكروه- خلال خمسة أعوام مضت العديد من الإنجازات المهمة، منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة، وأنشأت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والمدن الاقتصادية، وكان أبرزها مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض. كما اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بمواصلة مسيرة التنمية والتخطيط السليم بكل حكمة وحنكة، حتى تحقق الازدهار لهذا البلد وأبنائه، وقد وفقت ولله الحمد هذه البلاد بالدور الرائد في خدمة القضايا العربية والإسلامية، والخليجية والإسلامية الدولية، وترجمت لها تخطيطاً سليماً لمستقبلها، وكان الدور البارز لملكنا المفدى رعاه الله في تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الديانات والحضارات المعتبرة، من منطلق واجبه الديني والشرعي فجزاه الله كل خير، وبهذه المناسبة الوطنية الغالية أسأل الله تعالى أن يديم على بلادنانعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، ودعاؤنا أن يحفظ الله لنا ولاة أمرنا من كل مكروه وعلى رأسهم والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (أعاده الله إلى الوطن سالماً معافى) وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض أعاده الله إلى الوطن سالماً ولمحبيه أهالي الرياض ليكمل مسيرة التطور والبناء لعاصمتنا الغالية، ويبقيهم جميعاً ذخراً وعزاً وسنداً للدين والوطن وللإسلام والمسلمين، في ظل مسيرة البناء والنماء والعطاء بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة. (*) باحث شرعي بالمحكمة الجزئية بالرياض وإمام مسجد الراجحي بحي الغرابي بالرياض [email protected]