يحتفل وطننا الغالي.. المملكة العربية السعودية.. بذكرى التأسيس المجيد لهذا الكيان الشامخ.. على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حين وحّد المكان.. وجمع شتات الإنسان.. وأرسى قواعد البناء والنماء في مختلف الاتجاهات.. وعلى كافة المستويات. وفي هذه المناسبة حريٌ بكل سعودي أن يقف في هذه الذكرى الخالدة ليومنا الوطني المجيد.. وقفة تأمل يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس - طيب الله ثراه -. إن اليوم الوطني منارة بليغة أصيلة.. نستطيع من خلالها الالتفات إلى الماضي لنفخر بما حققنا ونستقرئ الحاضر ونعمل على تعزيزه.. وننظر إلى المستقبل ونخطط لبلوغه بخطى واثقة وأهداف واضحة وعزيمة قوية فذة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ومؤازرة سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله. لقد غرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكلت منها كيانات البناء والعطاء في مختلف الاتجاهات والمستويات.. ومن هنا جديرٌ بكل سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل يسترجع فيها مسيرة سنوات من التضحية والبذل ليشحذ عبر تلك المساحة من التأمل همته وعزيمته وإرادته ويكون امتداداً لعطاء أصيل ووفاء من جيل نبيل.. لقد شهدت العملية البنائية لمملكتنا الحبيبة.. منذ أن تشكل هذا الكيان العريق.. ملحمة متفردة تمكن عبرها الملك عبدالعزيز.. من جمع قلوب المواطنين وعقولهم.. وتوحيد صفوفهم ووجهاتهم على هدف راسخ وغاية متينة.. تتمثل رمزية هذا الكيان لوحدة وطنية بليغة ربما لم يعرف لها التاريخ مثيلاً وفق معطيات ما تم وما تحقق عبر ظروف التكوين والتأسيس العميقة. ويستمر البناء.. ويتواصل الإنجاز.. ويحمل أبناء عبدالعزيز البررة.. الراية من بعده.. وتتوالى الإنجازات.. وصولاً للعهد الميمون.. عهد خادم الحرمين الشريفين.. مليكنا المحبوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره -. إننا في يومنا الوطني الخالد.. نستعيد ذكرى التأسيس والإنجاز.. عبر ملحمة سطّرها الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ليرعاها ويكرسها أبناؤه الملوك الذين جاءوا من بعده.. فنقطف ثمارها في هذا العهد الزاهر.. عهد الخير والبركة.. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي سخر الجهود وذلل الصعاب لنهضة المملكة وتطورها في جميع المجالات.. ومنها المجال الاجتماعي الذي يحظى بدعمه ورعايته ومتابعته يحفظه الله.. ولعلي أوجز بالإشارة إلى ثلاثة ملامح بارزة في هذا السياق.. أولها البعد الاقتصادي الذي يتمتع بقوة ومتانة فائقتين.. رغم ما يعانيه الوضع الاقتصادي العالمي من حولنا من تعثر وأزمات وانهيارات.. فيما وطننا الغالي يعيش نهضة بناء ونماء اقتصادي وتجاري وتأسيسي لا مثيل لها.. ودون أن يتأثر ولو بقدر يسير بما أحدثته وخلّفته الأزمة الاقتصادية العالمية. أما الملمح الثاني فهو نجاحات جهازنا الأمني الوطني المنيع على مستوى محاربة الإرهاب واستئصال جذوره وكسر شوكته وقمع فئاته وعناصره.. حيث يلمس الجميع نتائج هذه النجاحات الأمنية الموفقة.. إذ ينعم الوطن والمواطن والزائر والمقيم - بحمد الله - بالأمن والأمان.. أما الملمح الثالث، فهو الجانب الاجتماعي الذي يحظى باهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- من زيادة المخصصات، وكذلك ما يتوالى من قرارات سامية كان آخرها القرارات التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- عندما عاد للوطن من رحلته العلاجية فعادت شمس تشرق من روح الوالد القائد - يحفظه الله - حيث شملت القرارات مستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي، كما أنها شملت مختلف المستفيدين من الوزارة بحسب قطاعاتها وتخصصاتها والفئات التي ترعاها من الأيتام، والمعوقين، والمسنين، والمطلقات، والأرامل.. والمستقبل المشرق يحمل - بإذن الله جل وعلا - ثم بجهود المخلصين في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بشائر الخير والرفاه للوطن والمواطن بما يعزز هذه المسيرة المباركة ويحقق الآمال والطموحات والتطلعات ويلبي المتطلبات والاحتياجات.. أسأل الله الكريم أن يكلأ وطننا بعنايته ورعايته.. وأن يحفظ قادته وولاة أمره.. وأن يديم عليه أمنه واستقراره ورخاءه في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -. وزير الشؤون الاجتماعية