طالما أن التعليمات الجمركية تنص على مصادرة الألعاب النارية المستخدمة في الحفلات والأعياد, والحملات الأمنية تمنع وتصادر الألعاب النارية المنتشرة مبيعاتها على كورنيش جدة من قبل الباعة المتجولين، وفي حوزتهم الكثير منها, وهذا شيء في منتهى الخطورة فيما تشكله هذه الألعاب النارية التي تطلق بالفضاء من قبل الابتهاج لدى مستخدميها من الأطفال، وحتى الشباب الذين يدفعون أثماناً بالغة في شرائها، - فإذا كانت الجمارك تمنع دخولها للبلاد، وكذلك الدوريات الأمنية تصادرها من الباعة المسوقين لها والجائلين على شاطئ البحر, فكيف تدخل هذه الممنوعات من المفرقعات النارية ويتم تداول بيعها على الأطفال والشباب!؟ فإذا كانت الجمارك تمنع دخولها وكذلك الدوريات الأمنية تصادرها، فمن أين تحصل عليها - أمانة جدة - وهو ما تقوم به وبشكل كبير في حفلها في مناسبة الأعياد وغيرها حينما تخصص مكانا لها على الشاطئ وتحضر هذه المفرقعات التي تضيء شاطي الكورنيش وتحدث دويا هائلا زاهي الألوان والتشكيلات الهندسية الرائعة, صحيح أن المنظر جميل ورائع، ولكن التكاليف باهظة الثمن, في الوقت الذي لو استثمرت (الأمانة) تكاليف هذه الألعاب لسفلتة شوارع وردم الحفر, أو إقامة مشاريع حسنة وجميلة بتلك المبالغ المهدرة على هذه (الطراطيع) لكان ذلك هو الأفضل وتعود الفائدة على جدة, لكي نعوض ما حصل لجدة الجميلة من تشويه في خاصرتها الجنوبية من مداهمة السيول وإحداث أضرار جسيمة بالغة عانت منها عروس البحر الأحمر جدة في السنوات الأخيرة. حقيقة الفرح جميل يزهو به الناس, ولكن! ليس على حساب هدر المال العام, بشيء ليس له عائد أو مردود نفعي على جدة التي هي بحاجة للعناية والاهتمام بالمشاريع التنموية وليس الألعاب النارية (الطراطيع) المنفق عليه في كل عيد ومناسبة ملايين الريالات, هذا فيما لو أخذنا بالاعتبار ضرر هذه المفرقعات ماديا ومعنويا, ناهيكم عن التعليمات التي تمنع وتصادر هذه الألعاب النارية.. فكيف يمر بسهولة, رغم خطورته على الأطفال!؟ أرجو أن لا يفهم مما جاء هنا أنني ممن يصادرون الفرح ويكرهون المناسبات, بالطبع لا، ولكن هناك ما هو أهم من هذه الألعاب، فضلا عن الزهو والاحتفاء بها.. وحينما كنت أتداول الحديث مع صديق، ونحن نمر قرب مكان إطلاق هذه الألعاب الضخمة ما بين منتزه الجزيرة الخضراء ومنتزه لوكستا في اتجاه الشاطئ البحري في الساعة الحادية عشرة مساء ثاني يوم من أيام عيد الفطر المبارك, كان الفضاء يتلقى أنوارا مضيئة عالية بتشكيلات هندسية رائعة المنظر، رغم الصوت المفزع منها! لذلك: لماذا لا يتم منع هذه الألعاب النارية المضرة, مثلما أحسنت صنعا أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع الشرطة والدفاع المدني, وإدارة الأسلحة والمتفجرات, حين قامت بإتلاف أكثر من خمسة أطنان من هذه الألعاب النارية, وفق ما نشرته صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء ثمانية شوال 1432ه!! لما لها من ضرر جسيم, فضلا عن إمكانية استخدامها في مآرب أخرى, لا سمح الله. [email protected]