عندما دخل الأمير الراحل محمد العبد الله الفيصل - رحمه الله - الوسط الرياضي.. جاء برؤى إستراتيجيه وأفكار مستنيرة وهو يسير على مطية الطموحات العالية والآمال العريضة لصنع عمل احترافي منظم ومحترم وإحداث ثورة فكرية في الوسط الرياضي عبر ناديه.. تصبح (نواة).. تشجع الآخرين على السير بذات المنهجية في منظومة الأندية الرياضية.. جاء بعقلية احترافية سبقت زمنها بمراحل وتجاوزت اتجاهاتها الأطر التقليدية.. فقد كان صاحب فكرة إنشاء أول مجلس شرفي بالنادي الأهلي في النصف الثاني من عقد التسعينيات الهجرية وهو - بالمناسبة - أول مجلس شرفي يُقام على صعيد الأندية.. فاكتسب العمل الشرفي بالنادي الراقي.. صبغة تنظيمية ورسَّخ داخل دهاليزه القيم الإدارية وعمَّق روح التفاعل والتواصل بين الأسرة الأهلاوية.. فضلاً عن توسيع القاعدة الشرفية.. ولم يتوقف (العقل الكبير) من إرساء قواعد التطور ودعائم التقدم لمسيرة قلعة الكؤوس في تلك الأيام الخوالي عندما استقطب أفضل المدربين العالميين أمثال البرازيلي الداهية (تيلي سانتانا) في عقد الثمانينيات الميلادية وتدعيم خطوط الفريق المخضرم بأفضل النجوم.. ومع استمرار دعمه القوي والمباشر لعشقه الأزلي وحضور أفكاره الناضجة.. ورغبته التطويرية كان (فقيد الرياضة) أول من طبَّق الفكر الاحترافي بالأندية السعودية، وذلك بإلزام لاعبي النادي الأهلي بالتدريبات الصباحية والإشراف عليهم صحياً وفنياً وسلوكياً وصرف رواتبهم الشهرية بصورة منتظمة لعلمه أن صرف المستحقات المالية أولاً بأول سيلقي بظلاله على الاستقرار النفسي والتوازن المعنوي للاعبين, وبالتالي انعكاسه على الحصيلة الفنية لهم داخل ميدان المنافسة, والأكيد أن إسهامات الأمير محمد العبد الله الفيصل لم تكن فقط في المجال الرياضي الذي دخل مضماره بتأثير قوي ومباشر من والده رائد الحركة الرياضية الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل- غفر الله له - الذي أسس حركة رياضية منظمه ودعمها بماله وسقاها باهتمامه.. قبل ما يزيد عن نصف قرن من الزمن.. وإنما ترك (الفقيد) بصماته التطويرية على مسيرة نهضتنا التعليمية في النصف الأول من عقد التسعينيات الهجرية وكان آنذاك.. يشغل منصب وكيل وزارة المعارف للشئون المالية والإدارية، وقبلها مدير عام الابتعاث الخارجي وتحديداً في عهد معالي وزير المعارف الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ, ولعب - الأمير الراحل - دوراً مفلياً في ابتعاث معظم الرياضيين (معلمي التربية البدنية) وغير الرياضيين إلى خارج المملكة لأنه - رحمه الله - كان ينظر للتعليم بأنه قاطرة التقدم وذراع التنمية الشاملة وحجر الزاوية في تطور المجتمعات الإنسانية المعاصرة. كما أسهم في الحراك الثقافي والأدبي، وبالتالي تعددت إسهاماته الوطنية في المجالات الحياتية، وأمام هذه التضحيات الجسيمة والإسهامات البارزة للرمز الراحل.. أقترح إطلاق اسم الأمير محمد العبد الله الفيصل على أحد شوارع مدينة جدة وتحديداً قرب النادي الأهلي الذي قاده في أهم مرحلة في تاريخ ومسيرة قلعة الكؤوس, فمثل هذه المبادرات الوفائية... تعني تكريم الرموز الكبار وتثمين عطائهم الوطني.. هذا المقترح الوفائي أضعه على طاولة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة (خالد الفيصل) وهو الذي يُمثل شاهد عصر على الإسهامات الوطنية.. للأمير الراحل!.