الحديث عن «المخدرات وأضرارها» ليس بالأمر الجديد، إلا أن ما» يثلج الصدر» حقاً هو ما قالته «وزارة التعليم العالي» مؤخراً، بأنها ستطبِّق اعتباراً من العام الدراسي المقبل «برنامج تحليل المخدرات» على «أعضاء هيئة التدريس والطلاب» في ثلاث جامعات «كمرحلة تجريبية أولى»، سيعقبها تعميم التجربة على كافة الجامعات السعودية. أعتقد أننا في حاجة لتعميم مثل هذا «التحرك الجميل» لحماية أبنائنا وبناتنا من براثن هذا الداء، وحماية المجتمع من انضمام «موظفين جدد» يعانون من آثار الوقوع في «المخدرات» مما يعرضهم للاستغلال من «ضعاف النفوس» الذين يتصيّدون من هم على» أهبة التخرّج» ومسك زمام الأمور في الكثير من الوظائف الحكومية والخاصة المختلفة. لم يعد سراً أن «مجتمعنا السعودي» مستهدف بشكل صريح وواضح من قبل مجرمي ومروّجي المخدرات, وشبابنا في وجه المدفع من «تجار السموم» الذين يتفنون في اصطياد ضحاياهم وتحويلهم من ركائز بناء يعوّل عليهم في تنمية وتطوير المجتمع، إلى «معاول هدم» أسيره لرغبات هؤلاء المجرمين. آخر «صرعات التهريب» كانت في الأسبوع الماضي باستخدام «طائرة شراعية» تحمل كميات كبيرة من المخدرات، لا أعتقد أن «هؤلاء الخونة» يردعهم دين أو خوف من» الله» فهم يسعون لتدميرنا مستخدمين كل الطرق والأساليب. في مهرجان «أرامكو» الذي نظّم مؤخراً بالرياض كشف لي أحد العارضين في جناح «الجمارك السعودية» كيف هي تلك «الأساليب القذرة» التي يبتكرها مهربو «هذه السموم» والتي تجاوزت استخدام «المصحف الشريف» وبلع المخدرات في الأحشاء لتصل إلى استخدام طقم «أسنان تركيبة» مليئة بالمخدرات! إنها «معركة شرسة» وباستخدام أساليب «مبتكرة» لتدمير شبابنا مما يستوجب الحيطة والحذر من الأسرة والمدرسة والجامعة، فمعظم القصص المأساوية عن إدمان الشباب والفتيات تدور حول الهروب من واقع «أسري مرير» والوقوع في «فخ» أصدقاء السوء، مما يساعد في انحراف شبابنا وفتياتنا، وللأسف نحن نساعد في ذلك عبر البعد عن الشباب واحتياجاتهم وزيادة الضغوط المجتمعية والأسرية عليهم وعدم احتوائهم وحل مشاكلهم. لن أكون «متشائماً»، ولكن لو أعلنت وزارة التعليم العالي «النسب» التي ستكتشفها بين «الطلاب والطالبات», لعرفنا كيف أن هذه المعركة تدور رحاها في «صمت» وتنخر في كل مكان، مع تقديرنا «للجهود الجبارة» والنجاحات التي تقوم بها «وزارة الداخلية» في ضبط التهريب والترويج والتي وصلت للقيام بعمليات «استباقية» لحمايتنا من هذه «الآفة» قبل خروجها من بلد التهريب، ولكن هذه الجهود تحتاج بكل تأكيد إلى تعاون وتكاتف وتحرك من كل الوزارات و»الجهات الفاعلة مجتمعياً «للقضاء على هذا الداء واكتشافه. ننظر بتقدير «لخطوة» وزارة التعليم العالي، ونرقب «خطوات مماثلة» من جهات أخرى، فليس العيب في «اكتشاف الداء» ولكن العيب كل العيب في تركه بلا دواء...! وعلى دروب الخير نلتقي.