وصف سمو الأمير نواف بن فيصل في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ظاهرة وقوف البعض ضد منتخب الوطن وتمني هزيمته بالظاهرة العفنة. وهذه الظاهرة للأسف أنها موجودة وأصحابها يجاهرون بها بلا خجل أو حياء سواء كانوا مشجعين في منتديات أنديتهم أو إعلاميين على أعمدة صحفهم وأحيانا على شاشات الفضائيات. وهذه الظاهرة مردها إلى ثلاثة عوامل أساسية هي الجهل أولا، فالتعصب ثانيا، ثم الارتزاق ثالثا. وربما نجد العذر للمشجعين الجهلة، كون هذه هي حدود مداركهم، وربما نجد العذر أيضا لبعض الإعلاميين (الدخلاء على الإعلام) كونهم يصنفون من فئة الجهلاء. واللوم هنا يقع على من يسمح لهم بالظهور إعلامياً والتعبير بذلك الشكل العفن. أما بعض الإعلاميين الذين يتمنون هزيمة المنتخب ويجاهرون بذلك ممن لا ينتمون لفئة الجهلة فهؤلاء من فئة المتعصبين الذين يجعلون علم النادي فوق راية الوطن. أما فئة الارتزاق فهي تجمع من الجهلاء والمتعصبين على حد سواء. وسمو الأمير نواف بن فيصل حدد فئة المرتزقين بأنهم الإعلاميين الذين يواجهونه بالثناء على الرياضة السعودية ومنجزاتها وعندما يظهرون في الفضائيات يصبون على الرياضة السعودية جام غضبهم لأن الفضائيات تلك ترغب في الإثارة السلبية وأولئك الإعلاميون يهمهم الظهور في تلك الفضائيات ليقبضوا ما تدفعه لهم مقابل استخدامهم لتحقيق أهدافها الرخيصة. ولو عدنا لأساس وجذور وقوف البعض ضد منتخب الوطن سواء كان من الجهلة أو المتعصبة أو المرتزقة لوجدنا أنه كان في البداية وقوفهم ضد الأندية التي تمثل الوطن في المشاركات الخارجية ثم تطور ذلك الموقف ليكون ضد منتخب الوطن لأنه لم يجد من يردعه أو يتصدى له منذ البداية. فكل أولئك للأسف وجدوا الفرص أمامهم متاحة والأبواب مشرعة ليظهروا في الإعلام المكتوب والمرئي ويمارسوا جهلهم وتعصبهم وارتزاقهم بكل أريحية حتى بلغ بهم الأمر الوقوف ضد منتخب الوطن والفرح بخسارته بكل بجاحة ووساعة وجه. ألم يعلن أحدهم في وسيلة إعلامية سعودية عن تكفله بإقامة وليمة كبرى وذبح الحواشي ابتهاجا بهزيمة أحد ممثلي كرة الوطن في البطولة الآسيوية..!!؟ ماذا كان رد الفعل الرسمي تجاه هذا التصرف الذي يندرج تحت مظلة الجهل والتعصب والارتزاق؟!! للأسف لم يكن هناك أي رد فعل حازم وصارم من الجهات المعنية تجاه هذا التصرف المفسد لعقول الناشئة والشباب. وقد رأينا صاحب ذلك الرأي الشاذ والمنافي لحب الوطن يظهر في القنوات الرسمية ويعيد ويكرر أقواله وكأنه لم يقترف حديثاً يُصنَّف كجريمة فكرية بحق عقول وأذهان أجيال المستقبل. وللأسف أن الوقوف ضد الفرق السعودية المشاركة خارجياً قد وافق هوى البعض فراح يؤيد هذا التوجه المؤسف ويعززه بقوله بوجوب فصل الوطنية عن الكرة، وذلك من أجل تبرير فعلهم المشين. وقد رأينا نتائج المقولة القبيحة بفصل الرياضة عن الوطنية وكيف أفضت إلى وقوف بعض شباب الوطن ضد منتخب بلادهم لأن تشكيلة المنتخب لا تتضمن لاعبين من ناديهم المفضل أو لأن التشكيلة تضم لاعبين أكثر من النادي المنافس..!! وفي الختام أوجه حديثي للرئاسة العامة لرعاية الشباب كونها الجهاز الرسمي المناط به رعاية الشباب ليس رياضة فقط بل رعايتهم فكرياً وثقافياً، وانطلاقاً من هذه المسؤولية فيجب أن تتصدى الرئاسة للأفكار الهدامة التي تتلاعب بعقول الناشئة والشباب التي يروج لها الجهلة أو المتعصبين أو المرتزقة في الإعلام الرياضي وأن تضع الخطط التي تضمن محاصرة تلك الممارسات السلبية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. فما دام سمو الرئيس العام لرعاية الشباب قد شعر بحجم الخطر الداهم على عقول أبناء الوطن واكتشف بأن هناك مرتزقة يتكسبون من ظهورهم في الفضائيات بضرب رياضة الوطن، واتضحت أمامه ظاهرة فرح فئة من شباب الوطن بخسارة منتخب الوطن وأطلق عليها سموه الظاهرة العفنة، فذلك يوجب على رعاية الشباب النهوض بمسؤوليتها لحماية عقول وأفكار شباب الوطن من العفن الذي يروج له أولئك، ولتنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب لوطنهم ولمنتخب بلادهم. وأن يكون تدخلها في هذا الأمر حازماً وحاسماً وعاجلاً. وأن تكون الخطوة الأولى تعديل مسار الطرح الإعلامي الرياضي المنفلت حالياً والذي يعيث فيه كل من هب ودب فساداً وعبثاً.