تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - افتتح معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ظهر أمس الثلاثاء فعاليات ملتقى «تقنية المعلومات الأول للجامعات السعودية: التحديات والتوقعات» الذي تنظمه عمادة تقنية المعلومات ويستمر يومين. وأكد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في كلمة له بهذه المناسبة على شكر النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علينا في هذا البلد ومنها نعمة الإسلام والعقيدة الصحيحة ونعمة الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار والرخاء والنماء وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى، والكثير من النعم التي تعين أبنائنا وبناتنا في مسيرتهم العلمية والعملية. وقال إن هذا الملتقى إنما هو مثال على ما تجده مؤسساتنا في التعليم العالي من تطور وازدهار وخطط ناجحة جعلتها ترتقي لمراكز متقدمة بين جامعات العالم، وذلك بفضل الله ثم بفضل ما تجده من دعم ومؤازرة من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-، الذين نشكرهم على دعمهم الكبير ورعايتهم الدائمة واهتمامهم بهذه الجامعة، شاكرا خادم الحرمين الشريفين على رعايته للملتقى والتي تمثل ثقته بالجامعة، كما توجه د. أبا الخيل بالشكر لمعالي وزير التعليم العالي على دعمه للجامعة، ولوكيل الجامعة لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان وعميد تقنية المعلومات وكافة العاملين معهم على ما بذلوه من جهد مميز في سبيل إعداد هذا الملتقى. وهنأ د. أبا الخيل في كلمته القيادة الرشيدة بذكرى اليوم الوطني ال «81» الذي يمثل ذكرى يوم عظيم من الأيام الخالدة في ضمير أبناء بلادنا الغالية موطن الإسلام ودولة التوحيد (المملكة العربية السعودية) التي نتشرف بالانتماء إليها. من جانبه أكد عميد تقنية المعلومات الدكتور محمد بن علي الحسون، رعاية القيادة الرشيدة ودعمها لكافة الجوانب ومنها الجانب التقني الذي بات مجال للتنافس بين الجهات الحكومية، مشيرا إلى أنه من هنا كان للجامعة الدور البارز في المجال التقني ومنه إقامة هذا الملتقى الأول الذي يعد مبادرة من العمادة، مؤكدا أن العمادة تحمل على عاتقها النهوض التقني وتفعيله في الجامعة. وأوضح الدكتور الحسون أن الملتقى يهدف إلى تشارك المعرفة بين المتخصصين في تقنية المعلومات بالمملكة، والتواصل بين عمادات تقنية المعلومات لبناء روح التواصل التقني المثمر، وكذلك التعرف على التقنيات الحديثة في الجامعات السعودية، ومشاركة قصص النجاح بين الجامعات، إضافة لطرح الهموم والتحديات ومحاولة إيجاد الحلول والبدائل لها، كما يهدف الملتقى لتقوية مبدأ الشراكة في تقديم مشاريع تقنية عامة تعود بالفائدة على جميع عمادات تقنية المعلومات في المملكة. وبدئ الحفل بقص الشريط للمعرض المصاحب ثم كلمة ترحيبية ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك ألقى عميد تقنية المعلومات كلمة تعريفية للملتقى، ثم كلمة لمعالي مدير الجامعة بهذه المناسبة، وفي الختام كرم معالي وزير التعليم العالي الشركات الراعية للملتقى، وحضر الحفل وكلاء الجامعة وعمداؤها وعدد من مسؤولي الجامعة. وتواصلت خلال اليوم فعاليات الملتقى بتقديم المشاركين لأربع أوراق عمل، استهلها وكيل عمادة تقنية المعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون الفنية الدكتور وليد بن عبدالعزيز الجندل بتجربة الجامعة حول التحديات التي واجهتها العمادة في هذا المجال، وأشار أن من أبرزها عدم توفر مصدر موثوق للبيانات يخدم تقييم الشركات التقنية وتجاربها مع الجامعات الأخرى، كما دعا إلى ضرورة توحيد التخطيط والتنفيذ التقني في الجامعات، وأشار إلى أن من التحديات قلة مصادر التمويل لدعم مشاريع التقنية التي تتبناها عمادات تقنية المعلومات في الجامعة رغم أهمية المشاريع. وقدم عميد عمادة التقويم والجودة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد بن يحيى الجبيلي الورقة الثانية وتناول فيها تطبيقات الجودة والتحديات في الجامعات السعودية، أشار فيها إلى أن الرسالة المنوطة بالجامعات تكاد تكون واحدة فيما بينها إلا أنها تختلف في الأولويات، واستعرض أهم المعوقات بين أهداف الجامعات الحديثة والتقليدية، وعرج إلى أهم التحديات وكيفية التغلب عليها. الورقة الثالثة مقدمة من عميد تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود الدكتور يوسف العوهلي ألقاها نيابة عنه الدكتور وليد الصالح، وتناولت ورقته أهم التحديات التي واجهت عمادة تقنية المعلومات بالجامعة والتي تكاد تكون مشتركة لدى كافة الجامعات السعودية، وتتمثل في الكادر البشري من خلال توظيف المميزين واستقطابهم، والتنافس بين الجامعات من خلال استقطاب المميزين من الكفاءات، مقترحاً أن يكون هناك ميثاق شرف بين الجامعات في هذا الخصوص، وأشار إلى أن الاتجاه إلى بعض التقنيات الحديثة كفيل بتقليل الحاجة للكوادر البشرية، الأمر الثاني هي الإجراءات المتعلقة بأنظمة المشتريات الحكومية وما يصاحبها من معاملات وأنظمة وطرق لترسية المشاريع، وأكد أن نظام المشتريات المعمول به في الجهات الحكومية لا يتناسب مع التسارع التقني الحاصل، كما أشار إلى أن من أبرز الصعوبات هي متابعة الشركات المنفذة للمشاريع التقنية ومدى ملاءمتها وتطبيقها للشروط والمواصفات ودعا إلى مزيد من التعاون بين الجامعات، أما الصعوبة الرابعة التي قدمها في ورقته فهي الاصطدام بالأمور الإدارية. أما المتحدث الرابع عميد تقنية المعلومات والتعليم عن بعد بجامعة الدمام الدكتور سعد العمري فتطرق في ورقته إلى بعض هذه الصعوبات إذ أشار إلى أنها تتمثل في غياب الخطة الإستراتيجية لتقنية المعلومات الأمر الذي يقود إلى عمل غير منهجي مما يسبب الفشل في المشاريع، وشدد على ضرورة الاستثمار في الخريجين الجدد من خلال استقطاب المميزين منهم إلا أن هذا الأمر عادة ما يصطدم بأنظمة التوظيف، وكشف أن من أهم المشاكل هي نقل التقنية من الخارج، ودعا إلى توطينها من خلال الشركات الكبيرة وعن طريق الشراكات مع الجامعات، مشيراً إلى أن التحدي أمام بعض الجامعات التي لديها فروع في أكثر من منطقة أو مدينة يتمثل في صعوبة ربطها مع تلك الفروع وما يواجهه المسؤولون عنها من أمور تقنية قد تعيق أو تبطئ من ذلك. بعد ذلك فتح باب النقاش حول موضوع الحلقة، وتوجه وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور الفوزان بالشكر الجزيل لجميع الحاضرين والمشاركين وتمنى أن يخرج الملتقى بالنتائج المرجوة منه.