على اختلاف أعمارهم وفئاتهم، يخرج السعوديون إلى الشوارع في يوم عطلة اليوم الوطني للتعبير عن فرحهم بتاريخ المملكة، فاليوم الوطني مناسبة لتجديد الولاء للوطن والحكام والاستزادة بالمواقف المشرفة لقيادة هذا الوطن، منذ تاريخ توحيده قبل أكثر من سبعة وثمانين عاماً، وما تبعة من تنمية وتطوير حوّلت المساحات القاحلة إلى خضرة ومصانع ومدارس وجامعات ومؤسسات تخدم مواطنيها. ما جعل أبناء هذا الشعب فخورين بمملكتهم وقيادتها من خلال تعبيرهم عن الفرح والامتنان من خلال مناسبة اليوم الوطني. وللوقوف على مظاهر الفرح ومعاني اليوم وما يمثله للشعب السعودي، التقت «الجزيرة» بعدد من المواطنات والمواطنين لمعرفة آرائهم وتطلُّعاتهم من خلال هذا اليوم، وما يعنيه اليوم بالنسبة لهم. كانت أولى الإفادات للدكتورة بدريه الحمد، إذ أفادت بقولها: «السنة الماضية كانت هنالك بادرة جميلة في الاحتفال باليوم الوطني، إذ قامت المدارس والجامعات بتنظيم احتفال وعروض رائعة عبّرت عن الامتنان لهذا الوطن والافتخار بتاريخه العريق، خصوصاً أننا نتطلّع لمستقبل باهر لخريجاتنا موعودين بوظائف ومقاعد دراسية لجميع أبناء الوطن». أما الطالبة حصة الذكير، فعبّرت عن ما يعنيه اليوم الوطني بالنسبة لها بقولها: «اليوم الوطني ليس مجرّد يوم إجازة نفرح ونبتهج به أنا وزميلاتي، بل هو إحساس بالمسئولية والانتماء للوطن الغالي، فالأرض الوطن لا تقدّر بثمن، خصوصاً عندما يكون وطنك وتاريخه بمثل السعودية وتاريخها البطولي، وأتمنى في هذا اليوم أن تكتمل فرحتنا بالتخرج وإيجاد الوظائف المناسبة». تقول السيدة منيرة يوسف إنّ كل عام يمر علينا نعيش في هذا اليوم فرحة تأسيس دولتنا الحبيبة، و كل سنة في مثل هذا الوقت نعيش ظروفاً مختلفة عن السنوات الماضية، فعجلة التنمية والتقدم تدور باستمرار، إضافة إلى انني سنوياً أعيش جزءاً من هذا اليوم مع ذكريات جدتي التي كانت تروي لنا حكايات الزمن الماضي وأبطالها، وكيف كنا وكيف عاشوا ظروف ذلك الزمن، والأرض الطيبة لا تنبت إلاّ الطيب. وأفادت سيدة الأعمال خلود الغريري، بأنّ حب الوطن لا يعبّر عنه فقط باحتفالات، بل الأهم هو تجديد الولاء والانتماء للوطن، فأنا أناشد أخواتي سيدات الأعمال بعمل موحّد ويكون إنسانياً، يفرح الأيتام والفقراء وذوي الدخل المحدود، إما بشراء ملابس أو مستلزمات دراسية تدخل الفرحة في قلوبهم، وأقترح أن يكون هذا العمل باسم فرحة وطن، وهو نوع من المسؤولية الاجتماعية التي تهمنا كمواطنين في المقام الأول. فيما أوضحت ربة المنزل هديل المقحم بأن ذكرى توحيد المملكة ذكرى عزيزة على قلوبنا، إذ إن الإنسان لا يستطيع العيش من دون وطن، خصوصاً عندما ينعم هذا الوطن بنعمة الأمن والأمان، فأغلب الشعب السعودي ينام في بيته وأبوابه مفتوحة لا يخاف من أي شيء، ينام مرتاح البال، ومثل هذا الوطن يستحق الاحتفاء والاحتفال والفخر والإعزاز. وأبانت السيدة لولو الرواف بأن أبناء المملكة يسترجعون هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه -، على ما حقق لهذه البلاد المترامية الأطراف ولمواطنيها من خير كثير، نتج عنه وحدة أصيلة حققت الأمن والأمان، بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل جهاده وعمله الدؤوب، فكانت أمناً وأماناً وبناء ورخاء، وأضافت بأن هذه الذكرى لا تعني مجرّد مناسبة وطنية عابرة فحسب، وإنما وقفة تأمل وإعجاب في قدرة هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب، والتغلّب على كل التحديات بفضل من الله وتوفيقه أولاً، ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف، وصدق التوجُّه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة.