احتل مساحة كبيرة في قلوبهم قبل أن يروه، فسيرته في التواضع واحترام الجميع كتبت أول سطور نجاحه، إنه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، فمنذ وصوله الأول في المطار, أحاطته القلوب قبل العيون بالحب والامتنان, ورأوا فيه خير هدية من ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز, ولاسيما أنه قد شب على مدرسته في الحلم والتواضع والرحمة. منطقة نجران التي تحتفل بذكرى اليوم الوطني الثمانين بمشاركة صانع الاحتفالات والبهجة والسرور الأمير مشعل بن عبدالله، تميزت بالشمولية والتكامل, لتشكل للمنطقة ومحافظاتها ملحمة عظيمة للوطن, انطلقت من النظرة المستقبلية له وحنكته الإدارية والعملية, والتي تجلت خلال الفترة الماضية لكنها في الإنجاز تعادل قرنا. ومنذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها نبأ تعيين الأمير مشعل بن عبد الله أميراً لمنطقة نجران الشامخة برجالها وتراثها العريق, راهن الكل على جدارته لهذه المهمة التي وصفها في أول كلمة له يلقيها في نجران بأن "التكليف الذي حظي به من خادم الحرمين الشريفين في هذه المنطقة بات أمانة في عنقه ووجب عليه تأديتها"، بل إن الأمير مشعل بن عبدالله أعلن على الملأ أن باب مكتبه مفتوح للكل دون تمييز, وأن جميع محافظات نجران ومواطنيها سوف يحظون بكل رعاية واهتمام كنجران الأم, هذه العبارات التي كشفت الشفافية العالية التي يتمتع بها أمير نجران قدمت للمسؤولين درساً مختصرا في أهمية سياسة الباب المفتوح للاستماع إلى شكاوى المواطنين والعمل على حلها دون البيروقراطية. استفاد الأمير مشعل بن عبدالله من سنوات السلك الدبلوماسي, وترجمها حقائق على أرض الواقع في نجران, 6 سنوات في وزارة الخارجية أضحت واضحة للجميع في منطقة نجران، وفي المقابل تجلت أروع صور التلاحم والوفاء, بين سموه ونجران وأهلها, في كل مناسبة، منذ اللحظة الأولى التي استقرت خطاه على مطار نجران, من خلال الاستقبال الكبير من الأهالي, وارتسام الابتسامة التي لم تفارق محياه. اليوم يشارك أمير نجران من أحبهم وقدرهم وأحسن التعامل مع صغيرهم قبل كبيرهم، فرحتهم وفرحة الوطن, فأصبحوا قلما بيده يترجمون معاني الوفاء والإخلاص. "الوطن" وجهت للأمير مشعل بن عبدالله سؤالاً عن سر العلاقة المتينة بينه وبين أهالي نجران؟ فأجاب بابتسامته العريضة:"الصراحة والصدق, وما شاهدته على أرض الواقع من إخلاص وصدق انتماء وولاء من أهالي نجران الشرفاء لوطنهم, والتعاون الذي عنوانه الصدق, حيث إنني أعتز وأتشرف بخدمة وطني, من خلال هذه المنطقة العزيزة والقريبة إلى نفسي". مشاعر الأهالي وفي ظل التطور الملحوظ الذي تشهده منطقة نجران, بدأت أعيادها تزدان جمالاً كان آخرها عيد الفطر الذي يتزامن مع احتفالات الوطن بيومها. في نجران, دراما مسرحية على غرار كبار المسارح في العالم, ترسم من خلالها اليوم ملحمة خاصة عن ماضيها وحاضرها,. ويتفاعل المجتمع النجراني مقدماً خالص التهاني وصادق التبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز, والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز, وأمير المنطقة وكافة أفراد الشعب السعودي الكريم، مؤكدين أن المناسبة تكتسب أهمية كبرى لربط الماضي العريق بالحاضر المشرف للمملكة, ومشيدين بالإنجازات التنموية التي حققتها المملكة في كافة المجالات. وتجولت "الوطن" بالأحياء السكنية والديوانيات الخاصة والمنازل النجرانية, فوجدت الفرحة عارمة, والابتهاج منهجا يوميا, والفرح باكتساء نجران ثوبا جديداً مزخرفاً بعشق وحب الوطن. وقال المواطن عزيز بن حمد آل مهذل، إن اليوم الذي توجت فيه الملحمة البطولية للمؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله بإعلان توحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة, تحت اسم المملكة العربية السعودية وتحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله, دخلت بلادنا في حقبة جديدة حلّ فيها الأمن والأمان محل الخوف والاقتتال, وحلّ العدل فيها محل الظلم. وتحدث عزيز عن منارات العلم التي أضاءت العهد الزاهر, لتبدد ظلمة الجهل, وتبني صروح المجد وتدير عجلة التطور, مشيراً إلى أن البلاد شهدت نهضة كبيرة, وصلت إلى مصاف الدول المتقدمة, وفرضت مكانتها بين الأمم والشعوب، وأضاف نحن نفرح اليوم ونبتهج ونعيش أحلى الأيام بفن وروعة وهندسة وإبداعات أمير المنطقة. وأشار المواطن علي بن هبة إلى أنه منذ تأسيس هذا الكيان العظيم, ولا يزال إلى يومنا وجميع مدن مملكتنا الحبيبة تبادل القيادة الرشيدة حباً بحب وإخلاصاً بإخلاص ووفاءً بوفاء, ونافياً غرابة ذلك على الشعب السعودي الذي نشأ على لحمة قوية بينه وبين قيادته الرشيدة. وبين أن هذا اليوم يمثل ذكرى عزيزة وغالية على قلوب كل أبناء الوطن المعطاء, وذكرى لم الشمل ورأب الصدع ووحدة الكلمة، مؤكداً أن المملكة شهدت منذ توحيدها على يد المؤسس قفزات هائلة في شتى المجالات وتبوأت في السنوات الأخيرة مكانة مرموقة بين دول العالم. وأضاف أن ذكرى اليوم الوطني مناسبة عظيمة ومن الثوابت الراسخة في هذا الوطن الغالي, والاحتفاء بها كل عام تأكيد على ما تتمتع به المملكة من مكانة كبيرة على كافة المستويات الحضارية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وأكد المواطن محمد عبدالله الحبوب 80 عاما أن الكيان بحول الله خالد, معتبراً اليوم الوطني الثمانين روح الوطن التي تزهو به من جديد تحت البيرق الأخضر.